– قالت دائرة الأوقاف والشؤون الدينية أن نحو 250 ألفا أدوا أمس صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى المبارك. وبدأ آلاف الفلسطينيين من أهالي الضفة الغربية المحتلة و100 مواطن فقط من سكان قطاع غزة، بالتوافد منذ الصباح، إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال نشرت حواجز عسكرية عدة في محيط مدينة القدس، وعلى مخارج المدن الفلسطينية المؤدية للأقصى، حيث شهدت المدينة المقدسة حركة نشطة للمصلين منذ ساعات الصباح. وقالت شرطة الاحتلال في بيان لها، إنها سمحت للفلسطينيين الذكور من سكان الضفة الغربية الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً والإناث من كل الأعمار بدخول المدينة دون الحاجة إلى تصاريح دخول.
وأضافت أنها سمحت للفلسطينيين من سكان الضفة الغربية الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما بالدخول إلى المدينة بدون تصاريح.
واشترطت على الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30-40 عاما الحصول على تصاريح خاصة للدخول إلى المدينة، ومنعت من تتراوح أعمارهم بين 12-30 عاما من الدخول بشكل مطلق.
وأشارت شرطة الاحتلال إلى السماح لـ 100 فلسطيني فقط من سكان قطاع غزة تتجاوز أعمارهم 55 عاما بالوصول إلى القدس لأداء صلاة الجمعة من خلال حافلات خاصة وبعد الحصول على تصاريح من السلطات الإسرائيلية، على أن يعودا للقطاع مباشرة بعد الانتهاء من الصلاة.
وأكدت كفاية شريدي (40 عاما) القادمة من نابلس، أهمية الصلاة في يوم الجمعة الاول من شهر رمضان في القدس.
وقالت «من المهم بالنسبة الينا ان نصلي في الاقصى وعدم التخلي عنه بسبب الخوف من ان يأخذه اليهود»، معبرة عن القلق السائد لدى الفلسطينيين المسلمين بأن تسيطر اسرائيل في نهاية المطاف بشكل كامل على الحرم القدسي، ثالث الحرمين الشريفين.
وقال عبد الجواد نجار (61 عاما) الذي قدم ايضا من نابلس «انه واجب ان نصلي في الاقصى مهما كانت الصعوبات والعراقيل» في معرض حديثه عن القيود التي تفرضها اسرائيل.
والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.
واعلنت اسرائيل ضم القدس الشرقية في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الاسرائيلي في كل الاراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.
وكانت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار عن غزة والحراك الشبابي، أكدت مواصلة فعاليات «نذير الغضب» على نقاط التماس مع الاحتلال وعلى طول حدود القطاع الشرقية.
وطالبت هيئة الحراك الوطني، الكلّ الفلسطيني باعتبار الجمعة الأولى من رمضان يوم غضب لأجل الأقصى الذي يتعرض لهجمة شرسة واقتحام غير مسبوق من قبل الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
وأشارت إلى أن هذه الفعاليات تأتي نصرة للأسرى والمسرى، وكسرا للحصار ومواجهة للمؤامرات الدولية، مشددة أنها لن تتوقف حتى فك الحصار عن قطاع غزة وتحقيق مطالب الأسرى العادلة.
وبيّنت أن نقاط التماس ستكون خلف المقبرة الشرقية، وناحل عوز، وشرق البريج وخزاعة، مؤكدة أهمية التحام كافة أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية مع هذه الفعاليات.
كما دعت الهيئة جميع الأحرار في الضفة المحتلة لمواصلة المواجهات مع الاحتلال في كافة أنحاء الضفة خاصة مدينة القدس؛ لإشعال انتفاضة القدس من جديد. وشددت في رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني موحد ضد المؤامرة وضد الاحتلال وضد الحصار.
في سياق متصل توفيت فتاة فلسطينية متأثرة بجروح أصيبت بها أمس الاول حين أطلقت قوات إسرائيلية النار عليها بعدما طعنت جنديا خارج مستوطنة «ميفو دوتان» جنوب غرب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت متحدثة باسم مستشفى هيليل يافي في مدينة الخضيرة في اسرائيل لفرانس برس ان «الفتاة التي نقلت الى المستشفى في حالة حرجة امس، توفيت متأثرة بجروحها».
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان الفتاة «نوف عقاب انفيعات» في السادسة عشرة من عمرها وهي من بلدة يعبد شمال الضفة الغربية.
ونقل الى المستشفى نفسه الجندي الذي اصيب بطعنة فى رقبته.
ويأتي الهجوم قبل ايام من الذكرى الخمسين لحرب العام 1967 التي احتلت فيها اسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. ويؤدي وجود نحو 400 الف مستوطن بين 2,6 مليون فلسطيني في الضفة الغربية الى احتكاكات مستمرة في ظل الاحتلال العسكري.
من جهة أخرى اعتقلت قوات الاحتلال فتاة فلسطينية، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن على حاجز «قلنديا» شمال القدس المحتلة.
وذكر موقع «0404» العبري أنه جرى نقل الفتاة للتحقيق من قبل جهاز «الشاباك».
من جانب آخر اعتقلت قوات الاحتلال، 8 فلسطينيين بمناطق متفرقة بالضفة المحتلة، فيما زعم العثور على أسلحة.
وذكر موقع «واللا» العبري أنه تم اعتقال 6 مواطنين من قرية العقبة بالأغوار، وآخر من كفر قدوم بقلقيلية، ومواطن من الخليل.
وزعم الاحتلال العثور على أسلحة وأموال في قرية العقبة بالأغوار، حيث صادر مسدس وبندقية، وبعض قطع الغيار اللازمة لإنتاج البضائع والذخائر وقطع العديد من الأسلحة.
من زاوية أخرى يدرس البيت الأبيض في هذه الفترة خطة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بشأن ترتيب الأمن في الضفة الغربية، بالفترة التي ستأتي عقب انسحاب «إسرائيل» منها في اطار تسوية سياسية بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، برعاية أمريكية وفق ما أشار تقرير في صحيفة «هآرتس» العبرية.
فبعد 3 أعوام من وضعها على الرف، نفضت واشنطن الغبار عن هذه الخطة التي اعدها جون ألين الجنرال السابق في قوات مشاة البحرية او ما يعرف بالمارينز، لتحمل اسمه، وتصبح معروفة بـ « خطة الين» التي اضحت موضع خلاف كبير في «إسرائيل» بين السياسيين والعسكريين.
وكان المبعوث الخاص من قبل الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، قد التقى بعد أيام من تنصيب ترامب رئيسا، بعشرات الضباط والخبراء بالإدارة السابقة الذين كُلفوا بالعمل على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ليضعوه في التطورات الأخيرة بهذا الملف.
وأوصى هؤلاء الخبراء غرينبلات ان يتبنى هو الآخر « خطة الين» والعمل على تنفيذها، وعلى ما يبدو فإن إدارة ترامب استجابت لهذا الطلب، ويظهر هذا جليا بعد الخطوة التي اقدم عليها رئيس وكالة الامن القومي الأمريكي (مستشار الرئيس) الجنرال هربرت مكماستر.
وتنص الخطة على اقامة مطار فلسطيني في الضفة وانشاء سرب طائرات عامودية (هليكوبتر) غير مسلحة تشبه مروحيات الشرطة، والتي تتيح حركة جوية مباشرة من الضفة للخارج دون تدخل «إسرائيل»، ولكن مع منحها حلولا استخباراتية وتكنولوجية لأي خطر امني محتمل.وكالات