محمد اكرم خصاونه
إن ما نعيشه في هذه الأيام من صعوبات وضغوطات لا تنتهي في ظرف صعب عصي ، وما يمر به الوطن من تحديات جمة يحتم علينا أن نتكاتف ونكون يدا واحدة في ظل ظروف صعبة قاسية.
فلا يخذلنا متهور بطيشه، ولا يجرنا غير حكيم برأيه لما لا تحمد عقباه ، إن من يشعل نار الفتنة بين الأهل والأحبة والجيرة لهو إنسان لا يريد خيرا في ما يفعله.
الوطن بوتقة ينصهر فيها كل من يعيش فوق ترابه كل منا يعمل لمصلحة وفي النهاية الوطن حضن نأوي اليه إذا ما ألمت خطوب، وإذا ما إدلهمت الأمور، فلا يعقل أن نحمل سلاحا في وجه جار عشنا وإياه زمنا طويلا وتقاسمنا لقمة العيش منذ زمن الأجداد الذين رحلوا وكان لهم فضل في نبذ الفرقة والقطيعة ، وكان لهم طريق ممهد بالتسامح والألفة والمودة والصفح، فأين نحن الآن من اؤلئك الرجال؟ أين نحن الآن مما تركوا لنا من طيب الأثر والسيرة الطيبة والسمعة الحسنة؟
هل البطولة في أن اقتل جاري وابن بلدتي وابن وطني لسبب قد لا يرقى للقتل؟ هل البطولة أن أظهر بمظهر الرجولة على أبرياء آمنيين في بيوتهم لا ناقة ولا جمل لهم في ما يجري وما يدور؟ هل الشجاعة أن أقوم بعتم الليل بإحراق ممتلكات وتحطيم وتكسير وتخريب ؟ إن ما ينسحب على حالة ينسحب على حالات كثيرة في الوطن ، فكم رأينا من أثار للتخريب لممتلكات الوطن من تكسير وتحطيم للمستشفيات وحدائق حتى المساجد لم تسلم من عبث العابثين. فأي حال سيء وصلنا إليه؟ وأي قيم وسلوكيات غير سوية اصبحت تلازمنا؟
إن بناء المجتمع على أسئس سليمة طيبة يقوم وينبع من داخل الأسرة ، وتغذيه دور العلم والمساجد ، وتشجع وسائل الإعلام على التحلي به وغرس هذه القيم والسلوكيات الفاضلة .
وتقوم الدولة بقوانينها وسلطتها بردع المتهور الجاني والعمل على فرض القانون بقوة السلاح إن لم يكن هناك بد من إستخدامه للحفاظ على أمن الوطن وساكنيه ، لا بترك الحبل على الغارب ونحن مشدوهين لما يجري.
للعقلاء في وطني للحكماء في وطني لأصحاب العباءات والجاهات والوجاهات ،،،،، الصريح تستصرخكم ، الصريح تناديكم تدعوكم لوضع حد لما يجري. وكفانا ما نحن فيه .
الوطن على جمر النار ونحن في النار نتباهى بحقدنا على بعض، فأين نحن من قول ربنا الكريم جل في علاه(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ))صدق الله العظيم.