سهام الحاج عيد
الشمس تغيب لظهور القمر و العالم يشرق من جديد في كل صباح ليحي نبضا كان على وشك لأنهزام و كل شيء يحدث في هذا الكون كان بسبب و لسبب … في البداية كنت أعيش في قوقعة سوداء لا أرى منها شيئا غير سماع صوت أمي و في أصواتا اخرى كانت تراودني اصواتا غريبة اصوات بكاءا صراخا تهجير و تدمير..
و جاء اليوم الذي خرجت فيه من تلك القوقعة سوداء رأيت ما كنت أسمعه لكن بدلا من صوت أصبحت أشاهده وأعيشه …و في كل ثانية كانت تفوح رائحة شهيدا و في كل دقيقة كان منزل يهدم و أم تبكي دما على أبنائها الذي أسرتهم سجون الاحتلال… كل شخص فينا يولد ليحقق هدفا نشئ من أجله منا من يريد ان يصبح طيببا ومنا من يريد انا يصبح مهندسا ، محاميا و غيرها من الاحلام و الأماني التي لا تنتهي و لكن أنا كان هدفي مختلفا أنا ولدت من أجل ان أكون مرآة التي تعكس الآلآم و معاناة هذا الشعب و أن أناضل أضحي و أحمي و أن أوهب جميع حياتي لوطني و كل خطوة كنت أخطوها في حياتي تكون من أجل وطن سلبته حربا مجنونة مسيطرة مدمرة ..
حاولت أن أوثق كل دقيقة يعيشها شعبي الفلسطيني و كل ثانيه ينزف بها دم شهيدا و شبلا فلسطينيا ضحى من أجل وطنه ….أصبحت كالآت التصوير أعيش فقط من أجل أن أصور معاناة شعبي ليشهد العالم قوة و تماسك هذا الجبل العظيم الذي لا تهزمه سحابة رياح التي تدمر كل شيئا ضعيفا من حولها كالمحتل الذي يمتلك جميع المعدات الحربية و يرتعش خوفا من وجود طفلا لا يتجاوز الرابعة من عمره يحمل بيده حجرا صغيرا…
أصبحت أحمل الآلآت تصوير أينما أذهب و أنا أمشي بين تفجيرات و صوت القتل و دمار لتصوير جزءا بسيطا من الذي يعانيه شعبي لانني لا أستطيع تصوير معاناة و الم جميع ما يحدث والذي ترونه هو فقط جزءا لا يذكر من الذي يعيشه هذا الشعب الجبار ….
أن تستيقظ كل يوم على صوت تفجير ، حرقا ، احتلالاا ، اسرا و موت…و أن ترى طفلا يختبىء تحت الحجر المهدوم و ملامحه كادت ع الاختفاء من رماد الحرب سلبت منه طفولته رائحة الحرق و الموت التي تفوح من بين أعماقي و صورا لا تمسح من ذاكرتي و مخيلتي حتى مماتي و الرجل العجوز الذي يرتكز على عكزته و كل ثورته و أملاكه كانت مجمعه في منزله احترقت أمام عينيه كل ذلك أحداث تسجل في تاريخ هذا شعب لا تنسى و لا تمحى ….
قبل أن تموت الأجساد تموت طفولة و أمل و حب و حياة .
لذلك انا لا أستطيع توتثيق كل ما ارى … سأعمل أقصى جهدي لتوصيل تراث شعبي و معاناتهم سأقف مع جميع أبناء وطني لجمع جميع شتات ابناء وطني في جميع العالم لتعرفيهم جميع معالم بلدهم و ملامحها الذي حاولوا جنود الاحتلال طمسها و طمس هويتهم العربيه …
و بالرغم من قذارة هذه الحرب و قسوتها ألا ما زال هناك شيء شبيه بالحب والأمل و الحياة الا و هو شعور بوجود وطنا لا ينسى و شوقا لا يمحى ، بدون الوطن يتلاشى الحب ومن ثم الأمل و الحياة و الآن هل فهمتوا لماذا الحرب قذرة!!
كفى كل يوم صوت موت تهجيرا و قتل….
لنجعل المطر يسقط من جديد … وزهر ينبت بعد جرحا عميق كاد أن يقتلنا….
الطفل الذي يذهب في صباح الباكر الى مدرسته … دعه يذهب و هو يشعر بالامان.
والطفلة الذي ولدت وعيناها تلمع بالأمل … دعها تعيش بسلام.
– و أنااليوم وددت أن أتحدث عن رائد شجاع من أبناء وطني يحاول جميع جهده ان ينشر تراث شعبه بعدسته حتى لن يسمح للعدو طمسه و ينشر معاناة و الم شعبا لا تهزمه موجات البحار و لا تحركه غزارة الأمطار …
و يحاول أن يعيد لأبناء وطنه حقا مغتصبا منذ الالاف السنين و جرحا لا ينتسى منذ نكبة 48 و نكسة 67 هذا الرائد أعاد نبضا متوقفا ليزهر في قلوبا مخفيه تائهه وطنا ينبت من جديد.
شكرا العدستك التي تحيا بها قلوبا منسية ضائعه لا تعرف شيئا عن وطنها و أهلها .
مرآة الوطن : عبدلله معطان.
2 تعليقات
ريما المغاربة
رووووووووعة …. احلى كاتبة والله ????
Reham abu ali
ماشاءالله… الى الأمام