حوار مع الكاتبة والأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان
أجرى الحوار: الإعلامية سهير الدراغمة
” نقلاً عن موقع “رائدات” المغربي ومجلة رائدات” العدد 4 اللتين يرأس تحريرهما المغربي المبدع: محمد سعيد الأندلسي”.
سناء شعلان: كاتبة وأديبة أردنية من أصول فلسطينية حاصلة على شهادة البكالوريوس ودرجة الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية في الأدب الحديث بتقدير امتياز،وتعمل حالياً دكتورة في الجامعة الأردنية وعضو في رابطة الكتاب الأردنيين لها العديد من المؤلفات والكتب والمجموعات القصصية للأطفال حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة والدروع والتكريمات على مستوى الوطن العربي والعالم ،شاركت في الكثير من المؤتمرات العربية والمهرجانات ولها العديد من الدراسات الأدبية،وتأليف وإخراج العديد من المسرحيات الممثلة.
..لمعرفة من تكون سناء الشعلان إليكم الحوار التالي :
* بماذا تفسرين شعبيتك الكبيرة بين القراء واهتمام النقاد والباحثين والإعلاميين بما تكتبين في ظل الظّروف الراهنة الأوضاع الحالية التي تمر المنطقة بها؟
أعتقد أنّ بنية القلق والبوح والمجاهرة بفضح السقوط والإسفاف والفساد أيّاً كان هي من تلفت نظر القرّاء والمهتمين إلى قلمي،لا سيما أنّني أتكلم بضمير الإنسان المطحون المهمش،وأرفع صوتي بلسان الحرمان والغضب والرّفض.أعتقد أنّني باختصار أقول ما يضمر في كثير من الأنفس الصّامتة المتوارية.باختصار قلمي المبدع هو توصيف حقيقيّ الحال الصّامتين المنكودين.وهذا كلّه في ظلّ الاهتمام بالشّكل اللّغوي والتّوصيف البلاغي الذي لا يسمح لركاكة الكون والواقع أن تترك أثرها على سبكه.
* ما هو الشّيء الذي لم تحققيه بعد وتحلمين بتحقيقه؟
أن أصلّي في المسجد الأقصى.
*منذ متى بدأتِ تشعرين بأنك كاتبة ناجحة؟
ليس لي الحقّ أن أقيم نفسي بناجحة أو غير ناجحة،إنّما أقيم نفسي براضية عن قلمي ومنجزي،وألحق حلمي وقضيتي،وللتّاريخ والإبداع والجمهور أن يقيمونني،وأن ينزلوني المنزل الذي يتخيرون لي.
* هل الكتابة والإبداع أثرت على حياتك الخاصة أو أخذت من وقتها؟
أيّ منجز أو حبّ أو انشغال يرصد الإنسان نفسه له يؤثر عليه وفيه،ويترك أثره في تفاصيله جميعها لا سيما إن كان منجزاً إبداعيّاً وفكريّاً.
* هل قمتِ بزيارة المغرب العربي ؟
نعم،كانت لي أكثر من زيارة أكاديميّة وأدبيّة،أتاحت لي التعرّف على المشهد الإبداعي والفكري والإنسانيّ هناك،وأضافت الكثير إلى تجربتي.
* بمن تأثّرت الكاتبة سناء شعلان؟ أو بالأحرى من هو عراب سناء شعلان؟
تأثّرت بكلّ من مرّوا في حياتي الحقيقيّة أو الافتراضيّة عبر المقروء والموروث والمؤرخ له أو به،وجميعهم تعلمت منهم بشكل أو بآخر،حتى الأوغاد تعلّمت منهم أن لا أكون مثلهم كي لا أشعر بالقرف من نفسي.
* ما هو جديد سناء شعلان ؟
رواية جديدة ستصدر في القريب تشخص الأحوال الأكاديميّة المترديّة في الوطن العربيّ،وعلاقة ذلك بالمشهد الخرائبي المنهار في كلّ مكان.
* وما هو مستقبلها؟
المستقبل في يدي الله ومشيئته وإرادته،ولكنّني أبذل جهدي لأقتنص من الحياة أفضل ما فيها،وأترك منّي فيها أفضل ما أملك.
ما هو الإرث الذي تحرص أن تتركه سناء الشعلان بعد موتها؟ولمن توصي به؟
أعمال إبداعيّة خالدة وعلم يستفاد به وعمل صالح يشفع لي عند الله وفي تاريخ البشرية.وهذا الإرث الذي أتركه أتمنى أن اتركه للبشريّة جمعاء.
* أيّ نوع من القرابة تؤمنين به؟
أنا كافرة بما يسمّى قرابة الدّم؛فهي مهزلة كبرى،وأكذوبة تاريخيّة آن له أن تدفن حيّة.أنا أؤمن بأنّ المحبّة أقوى الأسباب،والمودة أقوى الأنساب.أقربائي الحقيقيون في الحياة هم الطيبون والعاملون والخيرون أيّاً كانت سحنهم أو ألوانهم أو أجناسهم أو جنسياتهم.
* عندما تكتبين عن الحبّ والعشق.هل تفكرين برجل ما؟
لا،أبداً،لا أفكر حينها إلاّ بالحبّ بفكره العظيم،وهو على كلّ حال أكبر من أيّ رجل أو امرأة على وجه التعين.
* هل سناء الشعلان عاشقة في الحقيقة؟
نعم،عاشقة بامتياز،ولكن ليس عشقاً صغيراً قزماً مختزلاً في رجل ما،بل هو عشق عملاق يتضمّن كلّ خير وجمال وفرح وسعادة وإنجاز وإبداع،أنا عاشقة للحياة ومن يستحقون الحياة فيها.
* من هم الذين يستحقون الحياة برأيكِ؟
الذين يدركون فلسفة خلقهم ووجودهم في الحياة،وهي الخير والإعمار والبناء،وينصاعون لهذا الإدراك،ويعملون لتحقيقه.
* ما هو البلد الذي تتمني أن تزوريه و لم تقومي بذلك؟
لا أتمنى فقط زيارة وطني فلسطين الذي لم أزره حتى الآن منذ أن طرد أجدادي وأقاربي وأهلي منه.بل أتمنى أن أعود إليه.
*متى تأتي لحظة الإلهام للكاتبة سناء شعلان ؟
الإلهام عندي هو لحظة تنوير وقرار وموقف يجب تسجيله أو على الأقل رصده،ولذلك الإلهام عندي هو قراري بالكتابة،وليس إرهاصات وغنوصيات وحتميات وقهريات تداهمني،وتملي عليّ ما تريد.الإلهام الحقيقيّ له هو قراري ورؤيتي،لا مجرد إرادات خارجيّة تتناوب عليّ،وتملي عليّ إرادتها،كأنّها نوبة حمى مداهمة كما يزعم الكثير من الكاذبين على القلم والإبداع.
*وما هي المؤثرات في حياة سناء شعلان ؟
تفاصيل حياتي جميعها مؤثّرة في حياتي وأدبي وفكري ونفسيتي؛فأنا إنسان شفافة جدّاً،ولا أزعم أبداً أنّني قالب جليد لا يخدشه دفء أو ألم أو احتكاك.ولكن أعتقد أنّ قضيتي الفلسطينيّة هي أكثر ما أثر في فكري وشخصيتي ونفسيتي،وساقها إلى أقدارها الفكريّة والنفسيّة والإبداعيّة.
*هل ينبغي أن يكون للمبدع قضية ما ؟
بكلّ تأكيد؛فمبدع دون قضيّة هو مهرج من النوع الرديء؛القضية هي من تشكل الذات والفكر والآمال،وتصنع الإنسان الحقيقيّ.
*هل تؤمنين بالمقولة التي تزعم أنّ الألم والمعاناة تخلق المبدع العظيم ؟
لا،أنا ضدّ هذه المقولة المرضيّة التي تبرّر تعذيب المبدع،وتسند للمجرم دوره المحرّض في خلق المبدع والإبداع.الحقيقة إنّ المعاناة والألم هي من تحرق روح المبدع،وتحرمنا من الكثير من الإبداع المفترض الذي كان يمكن أن يجود على البشرية به لو كان في ظروف أكثر رحمة ورأفة به.
* من هو الرجل بالنسبة للكاتبة سناء شعلان؟
الرّجل في رأيي هو إنسان يقوم بواجبه دون تقصير أو خوف أو إفساد أو ظلم،وفي ضوء هذا التّعريف تصبح الرّجولة موقفاً جماليّاً لا علاقة له بالجندر،إنّما هو توصيف للفعل والمواقف،وهكذا تكون الكثير من النّساء أكثر رجولات بمواقفهنّ الشّجاعة الثّابتة المشرّفة.
ومن هو الرّجل المعشوق في حياة سناء الشعلان؟
رجل لم أقابله بعد في الحياة،وإنّما خلقت على الورق.
* من الدّاعم الحقيقي لك في مسيرتك الأدبية؟
اللّه هو الدّاعم الأزليّ لكلّ البشر،وهو من ييسر لي من يحبنا في الأرض ويرعانا.
* هل هناك ظروف مرت معك في حياتك مؤثرة؟
تفاصيل حياتي جميعها مؤثرة؛لأنّني لا أسمح أساساً بأن أعيش في تفاصيل تافهة أو أحداث تافهة أو أفعال تافهة.
* إذا كان لسناء الشعلان أن تفخر بشيء من طباعها،فبماذا تفخر؟
أفخر بنبلي،وإصراري على قول لا لكلّ وغد ومستبد وظالم وقبيح.
*وماذا عن المستوى الإبداعي؟ ما أكثر ما تفخر سناء الشعلان به في مسيرتها الإبداعيّة والأكاديميّة؟
أفخر فخراً عريضاً بأن قلمي لم يتلوث يوماً بكذباً ونفاقاً ومداهنة،وكان دائماً خارج سوق التسليع والتسعير،إنّه أكبر من كلّ ذلك.
* ما هي نقطة ضعف سناء الشعلان وما هي نقاط القوة فيها؟
قلبي ومبادئي وإنسانيتي هي نقاط ضعفي وقوتي في آن.
* على ماذا تركز سناء شعلان في رواياتها ؟
أنا معنية بالإنسان وحيواته.وهذا يستغرقني تماماً؛فالإنسان لغز عملاق محيّر،والكتابة عنه هو استغوار في مجاهل عوالمه.