ضيف الله قبيلات
يا ولد دَنِّلْيَ الذلول
إنّي أكتب لنفسي ليعلم يومي ما في أمسي, لا ليقرأ مسؤول لأنّ من لم يسمع صراخي لن يسمع همسي, أريد أن أقول:ـ لا يخفى على أحد الحال البائس المزري الذي وصل إليه الأردن في كل المجالات, و كل يوم يرتكب نفرٌ من العصابة جريمة جديدة أو واقعة مسيئة بحق هذا الوطن و هذا الشعب لتزيد المأساة و المعاناة و القهر.
كان آخر هذه الوقائع المسيئة “الجاهة الجريمة”, و هنا أطلب من الأخوة في الصحافة و الإعلام الشعبي تسجيل براءة الاختراع هذه باسمي كوني أول من أطلق مصطلح “الجاهة الجريمة” على ما يُسمُّونَه “الجاهة الكريمة” و هذا حقٌّ لصاحبه حيثُ سجّل التاريخ لسيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه أنّه أول من قال ” عند الصباح يحمد القوم السُّرى”.
“مُقاول” بحسب وسائل الإعلام تُطالبه وزارة المياه لأسباب تراها وجيهة بحسب العقد المُوقّع معه بمبلغ من المال, فيرفض الدفع و يتمادى بالسب و الشتم على الوزارة و المسؤولين فيها, و بدلاً من تحويل هذا المُقاول للقضاء و التحقيق معه بالمخالفات و الإساءات و تغريمه و تجريمه, و هذا حق للشعب و الوطن لن نتنازل عنه فهو ليس خصوصية لوزير المياه, و بدلاً من ذلك يذهب المقاول ليأتي بالمدعو صبيح المصري كبيراً “للجاهة الجريمة” التي يستقبلها في وزارة المياه الوزير حازم النّاصر و الوزير ممدوح العبّادي بالأحضان و تبويس اللحى و الشوارب “حيث لا لحى و لا شوارب”, ثم فنجان قهوة و الاكتفاء بمبلغ زهيد دفعه المُقاول شريطة عدم تحويل قضيته إلى المحكمة.
أمام هذا المنظر الذي يُذكّرني بالجاهلية و بأبي زيد الهلالي و تغريبة بني هلال, كما يُذكّرني بأبو حنيك “كلوب باشا” أوائل القرن الماضي, يقفز إلى ذهني تساؤل “تُرى هل ينطبق مفهوم دولة في العصر الحديث على الأردن؟”, ثم ذهبت نفسي عفوياً إلى الهجيني و القصيد.
يا ولد دَنِّلي الذلول و اجلس مشداد الهذّابه ــ الملقي نايم و يشخّر و الشعب زايد عذابه.
خوينا حازم النّاصر ما بين الرفّه و الكاسر ــ و المدعو صبيح المصري غارق بالديسه للخاصر.
و الك ممدوح العبّادي حمرا برسنها تنقادِ ــ رَبْع أبو حنيك بالحضره لزوم السامر و السهره.
واقعة “الجاهة الجريمة” أدّت بقلبي للانقباض غير أنّي بعد الانتهاء من كتابة هذه السطور, جاء خبر عاجل من فلسطين يُقيد بمقتل 3 جنود من الغزاة الصهاينة المُحتلين في باحة المسجد الأقصى المبارك على يد شباب الجبّارين فانتعشت روحي.