عاهد الدحدل العظامات
باتت امنيتي الوحيدة في السنوات الأخيرة أن يخرج مسؤل في الحكومة ويبشرنا عن حال الأقتصاد بأنه في تحسن وعن قدرتهم في تحويل عجز الميزانية المستمر والمتراكم إلى وفر مالي؛
امنيه باتت حلم وحلم العجوز بأن ترجع فتيّه يستحيل أن يتحقق أو يصبح حقيقة وكأن الاردنيين كتبت عليهم الحرب الإقتصادية التي جنودها روؤساء ووزراء الحكومات السابقة والحالية, كما
كتبت الحروب الدامية على بعض الشعوب العربية. فرصاصة الحرب الإقتصادية تقتل النفوس وتذلُ كرامة الإنسان تماما كما تفعل رصاصة الحرب الدامية وإن كان وجه الإختلاف هنا هو أن تلك تُدمي القلب
والإخيرة تُدمي الجسد.
قبل أيام وفي ظل غياب الحكومة عن أهم أحداث الساحة الاردنية يخرج وزير المالية عمر ملحس محذرا من إرتفاع المديونية وممجداً في نفس الوقت دور الحكومة في إدارة الملف الإقتصادي الذي لولاهُ لذهبنا إلى السودان
ولا أدري لماذا الذهاب إلى السودان وما شأنها هنا سيما وأن وضعنا الإقتصادي أفضل حالا منها أم أن الوزير ينكّت ويخفف دم. ثم أين الدور الحكومي الإيجابي في تصريحك يا معالي الوزير وأن من جاء ليحذر لا يبشر.متى تحسّون بنا
متى تهكلون همنا متى ترحمونا منكم ومن جهلكم في إدارة الوطن؛ متى ستخرجونه مما هو فيه من تراجع إقتصاده وفقر أبنائه وبطالة شبابه.
متى لضمائركم أن تحيا من موتها وتنظر لهذا الوطن نظرة رحمة؛ متى تقولون لأنفسكم أن هذا الشعب المسكين تحمل ما تحمله من فقر وذل وحاجة وجوع وحان الوقت لنعمل بصدق وجد
وأمانة لراحته وتعويضه ولو جزءاً من حقوقه المسلوبة وكرامته الضائعة؛ متى تخجلون من أنفسكم وتسكنوا بيوتاً بدل القصور كما المواطن وما أنتم أفضل منه بشئ؛ متى تتخلوا عن جزء من رواتبكم للخزينة لتساهموا في سد عجزها بدلاً من
إتجاهكم المباشر لجيب المواطن لأخذ ما تبقى منه.
دائما ما يخرج المسؤل الاردني بمثل هكذا تصريح إلا أن يكون فيه رسالة جديدة وبشرى للشعب الاردني بأن إربطوا أحزمتكم هناك خوازيق ضرائبية جديدة…وفدوة لعيونك يا اردن رح أسمع شيلة “تحزم” حتى أتحمس أكثر.