عاهد الدحدل العظامات
في البداية وقبل أن أتطرق لزيارة دولة الرئيس هاني الملقي وفريقه الوزاري للبادية في الأيام الماضية سأبعث رسالة بمثابة النصيحة للفقراء أينما وجدوا مفادها أن يحفظوا ما تبقى لهم من كرامة ويترفعوا عن اللهث للوصول إلى خيمات المسوؤلين اذا ما قرروا زيارة منطقة من مناطق المملكة , لكي لا يتعرضوا للطرد وعدم السماح لهم في دخول خيمة التسحيج كما حصل مع بعض شيوخ ووجهاء ومواطني البادية خلال زيارة الملقي لها. خوفاً على أحاسيسه ومشاعره أن تتأثر مما سيسمعه من فقراء وذوي حاجه.
لم يكن هؤلاء (الذين طردوا من خيمة الإستقبال) على علم أو دراية بأن الملقي لم يأتِ إليهم لسماع همومهم ومشاكلهم وحلها , ولا إحتياجاتهم ومطالبهم وتلبيتها ؛ لم يأتِ الملقي البادية ليرى واقع الفقر فيها وينظر بعين الرحمة للعاطلين عن العمل من شبابها وبناتها ؛ لم يدخل مدارسها وينظر لمعاناة الطلبة في الصفوف المكتضه بأعداد كبيرة تفوق الخمسين في الصف الواحد وهذا كان مطلب طلبة الثانوية العامة عندما إلتقيت ببعضهم وسألتهم ماذا لو رأيتم الملقي ما هي مطالبكم منه فأجمعوا أن معاناتهم تتمثل بإكتضاض الصفوف وبناء المدارس المتهالكة والتي تحتاج لاعادة صيانة من جديد.
دولة الرئيس جاء ومعه فريقه الوزاري ليس حباً في البادية وشوقاً لأهلها ولو كان ذلك لما سمح بأن يُطرد من يمتثلون لحال أبناء البادية ويعيشون واقعهم ويعرفون مطالبهم أكثر من هؤلاء الذين اُختصر عليهم الحضور من نواب ومدراء وغيرهم ممن ليسوا أهلا لنقل الصورة الحقيقية للبادية ومشاكل أهلها ؛ بل كل ما فعله الملقي هو أنه جاء ليفتتح مشاريع مائية في البادية لتُضخ منها لباقي محافظات المملكة.
ليس لدى أهالي البادية إشكالية في أن تخدم ميائها مواطني محافظات المملكة , ولكن أليس من العجب أن تضخ المياه من البادية للمحافظات وهناك في البادية نفسها مناطق تعاني من نقص المياه , أليس من الواجب على دولة الرئيس ومن رافقه أن يتم دراسة واقع المياه ونقصانها في بعض القرى قبل أن يأت للبادية ويأخذه ميائها.