– تشكل عشرات الأنواع من الفاكهة الصيفية المحلية والتي تتميز بها محافظة عجلون وأبرزها العنب، فرصة السكان كمصدر دخل إضافي للأسر التي تستغل الفائض منها في البيع لقضاء احتياجاتها الأخرى.
ويبين مزارعون أن موسم الصيف يحمل خيرات كثيرة لفترة تستمر زهاء 4 أشهر بحيث يمتد موسمها من مطلع شهر حزيران (يونيو) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر) من كل عام، وتشمل ثمار الأسكدنيا والتوت واللوز والسفرجل والتفاح البري والتين والخوخيات والعناب، مؤكدين أن أكثرها انتشارا وجدوى تتمثل بثمار العنب الذي يحافظ على أسعار جيدة طيلة الموسم.
ويقول المزارع محمد أبو إياس إن موسم الفاكهة الصيفية يشكل مصدر غذاء ورزق لأبناء المحافظة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الفواكه المستوردة، مبينا أنه يكتفي من أنواع عديدة طيلة فترة الصيف، ويبيع الفائض منها لقضاء احتياجات الأسرة الأخرى.
ويؤكد أن ثمار العنب في المحافظة تعد الأجدى للسكان فهي تتوفر بكثرة، كما أن تسويقها يعد سهلا من خلال قدوم تجار لشرائها من البساتين أو بمجرد نقلها إلى تجار الجملة في المحافظة لتباع بأسعار جيدة بحيث يباع الكيلو ما بين دينار إلى دينارين.
ويبين أنه يبيع الفائض من حديقته المنزلية فقط بمبالغ جيدة قد تصل إلى ألفي دينار في الموسم من دون عناء في عملية التسويق لجودتها أو نقلها بمركبته لتجار الجملة، لافتا إلى أنه باع عن شجرتي عناب في حديقته خلال موسم بمبلغ 500 دينار.
وبين أن تلك الأشجار تحتاج إلى رعاية وكلفة جراء أثمان العلاجات والأسمدة المرتفعة، ما يستدعي أن تقوم مديرية الزراعة بتوفير العلاجات للمزارعين بالمجان أو بأسعار مدعومة.
ويؤكد المزارع حسين الأحمد أن الاعتناء بالمزارع والكروم يوفر للمزارعين ثمارا متنوعة تعتبر بيئة المحافظة مناسبة لزراعتها، خصوصا أشجار التين وكروم العنب، مبينا أنه قام منذ سنوات باستصلاح مساحات كانت صخرية وغير صالحة للزراعة ، ما أصبحت توفر له مردودا ماليا كبيرا جراء زراعتها بأنواع عديدة من الأشجار المثمرة.
ويبين أن بعض أنواع اللوز كانت تباع في بداية موسمها بمبلغ يتجاوز 10 دنانير للكيلوغرام والتين والعناب بمبلغ يتجاوز 5 دنانير.
ويشير إلى أن بيئة المحافظة وطقسها المتباين في درجات الحرارة يجعل موسم الفاكهة الصيفية فيها يمتد طيلة 4 أشهر بحيث تبدأ من مطلع حزيران وحتى نهاية أيلول، خصوصا ثمار العنب التي تنضج مطلع حزيران في المناطق الشفا غورية وتنتهي مع نهاية أيلول في المناطق الباردة كرأس منيف واشتفينا وصخرة.
ويقول المزارع محمد عيد إن عشرات تجار الجملة يجتمعون في صباح كل يوم طيلة الموسم لشراء أنواع الفاكهة من المزارعين بأسعار مناسبة، بحيث يقومون بدورهم ببيع بعضها على البسطات للسكان المحليين، فيما ينقلون كميات منها لبيعها في أسواق خارج المحافظة محققين مكاسب مادية جيدة.
وتؤكد مصادر في مديرية زراعة المحافظة أن الفاكهة الصيفية تشهد رواجا جيدا في المحافظة، خاصة كروم العنب التي تنتشر على مساحات لا بأس بها من الأراضي الزراعية، مشيرة إلى أن المديرية توفر باستمرار الإرشادات للمزارعين وأنواعا من العلاجات الضرورية لمكافحة الآفات الزراعية، لافتة إلى استفادة عشرات المزارعين من مشروع “معرشات العنب” الذي دعمته وزارة الزراعة في سنوات سابقة.
وأكدت المصادر أن قرار وزير الزراعة بإيجاد معرض دائم للمنتجات الشعبية العجلونية في منطقة إشتفينا السياحية جاء بوقته لمساعدة المزارعين، خصوصا وأن هذه المنطقة يقصدها الزوار من كافة محافظات المملكة ومن خارجها ، ما يساهم بتسويق المنتجات العجلونية بكل يسر وسهولة ويساهم بفتح فرص عمل جديدة لأبناء وبنات المنطقة، إضافة إلى تشجيع الجمعيات والأسر على زيادة الاهتمام بمنتجاتهم وإنتاج المزيد منها بجودة عالية.
وكان وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات أكد خلال تفقده لموقع السوق الشهر الماضي، أن خطة وزارة الزراعة تهدف إلى إيجاد سوق دائم للمنتجات الشعبية في كل محافظة وموقع آخر لجميع المنتجات الشعبية الأردنية في العاصمة عمان، مبينا أن الهدف من إيجاد أسواق ومعارض دائمة للمنتجات الشعبية هو للمساهمة في تسويق هذه المنتجات وخلق فرص عمل للأسر الأردنية والمساهمة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة.
وتعهد حينها، بأن يكون المعرض ضمن أعلى المواصفات والمقاييس ليصار إلى استغلاله من الجمعيات والأسر العجلونية من دون مقابل، داعيا الجمعيات والأسر التي تعمل في مجال المنتجات الشعبية إلى تقديم منتجات عالية الجودة ومنافسة والتأكد من مطابقتها للمواصفات.
الغد