د. سامي الرشيد
عاد الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما للظهور في حملات الحزب الديموقراطي للانتخابات للسيناتورز (مجلس الشيوخ )
للتنفيس عن جمهرة الآلاف في الجزع من رئاسة رونالد ترامب الجمهوري .
قال للجماهير هل تريدون سياسة تقسيم والهاء ام تريدون نوعا افضل من السياسة ؟
جاء لدعم رالف نورثام لاعادة ترشيحه كمحافظ عن الحزب الديموقراطي وامتدحه كشخص وكطبيب عسكري سابق في حملة في ريتشموند وقال ان الوطن بحاجة لأمثاله ويشجع انتخابه كمحافظ ،والجدير بالذكر ان معظم الناخبين في فرجينيا من السود حيث ستجري انتخابات المحافظين في فرجينيا يوم 7-11-2017.
لكن الكثيرين في هذا الوقت يسخرون من الحكومة والخدمة العامة ،وكان أيضا جو بايدن نائب الرئيس السابق قد ظهر في تجمعات لدعم الحزب الديموقراطي ،ليعود لقوته ووضعه السابق .
يبحث الكثيرون عن اسباب لاثبات اخطاء لزعزعة ترامب ،ويحاولون تثبيت علاقته مع روسيا اثناء حملته الانتخابية . كتب ترامب في تويتررسالة ان وكالة المخابرات الفدرالية، ربما يكون لها يد في خلق ملف مخابراتي لروابط مزعومة بين روسيا وحملة ترامب للانتخابات الرئاسية وربما تكون الوكالة قد مولت ذلك .
لكن عمال الشركة المتورطة في الموضوع قد فقدوا مصداقيتهم في الاعمال التي تعتبر مزورة .
خلاصة القول بالنسبة الى ترامب فان كثيرا من المعلومات غير مثبة وكانت منتجة من قبل وكالة مخابرات بريطانية سابقة في العام الماضي ،ومعظمها قبل ان يفوز ترامب في الانتخابات .
قال بعض المسؤولين الامريكان ان المخابرات الفدرالية قد اكدت بعض المعلومات ورفضت جزءا آخر منها ،وحذرت انها من غير الممكن ان تؤيد جزءا او تدحض آخر .
لقد انكر ترامب بقوة الادعاء في الوثائق التي تفيد بان الحكومة الروسية قد جمعتها للمساومة حول الموضوع او لها علاقة لمساعدة حملته .
كانت جريدة واشنطن بوست قد ذكرت في عددها الصادر في 20-10-2017انها قد ذكرت في العام الماضي في عددها الصادر في اكتوبر 2016أنها جاهزة لدفع تكاليف الملف لناشره كريستوفر ستيل وذلك لعمل تحقيق مستقبلي بشأن نشاط الانتخابات الروسية القادمة .
ان مكتب التحقيقات الفدرالية ولجنة المخابرات في مجلس الشيوخ يحققون في امكانية تدخل الروس أو وجود اتصالات بين مؤسسة ترامب والكرملن.
ان المواضيع المذكورة في الملف بدأت تظهر كقصص في الاخبار ،والملف نفسه أصبح موضوعا مكثفا لحوارات شعبية عامة .
أصبح ستيل ذا شهرة عالمية ولم تلا حقه المخابرات الفدرالية .
لقد كان جواب ترامب حول المخابرات الفدرالية غير واضح ،كما ان الوكالة رفضت التعليق .
يحاول رئيس مجلس الشيوخ ( الجمهوري )الحصول على اجوبة من من المخابرات الفدرالية حول علاقتهم بستيل ،ناشر الملف وخطتهم للدفع له عن المعلومات التي يمكن ان تجرم ترامب او مؤسساته .
ليس من المستغرب ان تدفع الوكالة الفدرالية الى احد من مصادرها للحصول على معلومات ،كما ان ستيل معروف لديهم وساعدهم في وضع قضية رشوة ضد حكم مباريات كرة القدم في فيفا .
عندما كان ستيل قد بدأ يجمع ملفه في 2016،كان يعمل نفس الشئ لصالح شركة في واشنطن اسمها فيوجن ،الشركة بدأت تبحث عن جهات مجهولة لمانحين الى ترامب ثم الى الحزب الجمهوري .
حاول محامو الحزب الجمهوري بالضغط على شركة فيوجن للاعتراف من الذي دفع الى ستيل مقابل ملفه ضد ترامب ،لكن الشركة رفضت ذلك واعتبرت اي تصريح لها من هذا القبيل سيؤذي عملها ويفقدها زبائنها .
بدأستيل تحقيقه عن ترامب في حزيران عام 2016 ،بعد ان عمل لزبون آخر لتحضير تقرير عن الجهود الروسية للتدخل في سياسة اوروبا .
لقد كتب ستيل في حزيران 2016ان النظام الروسي يزرع دعم ومساعدة الى ترامب منذ خمس سنوات .
لقد قدم ستيل معلوماته من خلال خبير بالاحداث ووسيط بينه وبين المخابرات الفدرالية ومسؤولي المخابرات الامريكان ،بعد المؤتمر الوطني الديموقراطي في تموز 2016 ،عندما اخترقت ايميلات الديموقراطيين وصدرت بواسطة الويكيلكس.
في ذلك الحين وبعد ذلك قدم ستيل معلوماته عن ترامب وقام بشرح ما وجد لصديق له في المخابرات الفدرالية .
من جانب آخر يحاول ترامب تخفيض الضرائب (وتشمل الاغنياء فقط أصحاب البلايين وذوي الدخول العالية التي يزيد دخل الفرد عن نصف مليون دولار بالشهر بينما اصحاب الدخول المتدنية من 20ألف-40الف بالشهر والذوي الدخول المتوسطة من 40الف الى 70الف بالشهر فلم يستفيدوا من قانون الاصلاح الضريبي حتى عام 2023 ) وبهذا ستزيد مديونية الولايات المتحدة 1,5تريليون لتصبح مجموع مديونيتهم 20تريليون دولار،ويقوم الديموقراطيون بمهاجمته على هذا التصرف .
تحاول الاحزاب تحطيم منافسيها واثبات اخطائهم ،ولا يعفى احد من المسؤولية مهما وصل من منصب ،والاعلام هو السلطة الرابعة التي تكشف الحقائق ولاتخفي شيئا ،ومرت على امريكا امور كثيرة هزت رؤساءها واضعفتهم مثل ووتر جيت التي سببت باستقالة نيكسون حيث وضع اجهزة تنصت لاعضاء الحزب الديموقراطي . وايران كونترا (جيت ) التي اسقطت ريغان حيث قام بتزويد ايران سنة 1985باسلحة متطورة في الحرب العراقية الايرانية مقابل اطلاق سراح 5 جنود امريكان مختطفين في بيروت وقام بتوقيع الاتفاق في باريس نائب الرئيس في حينها جورج بوش الاب ورئيس الوزراء الايراني ابو الحسن بني صدر ومندوب الموساد الاسرائيلي والوسيط عدنان الخاشقجي(الذي كانت نهايته سيئة ) وقد تم نقل الاسلحة بالطائرات من اسرائيل الى طهران ،وهذه الصفققة ترغبها امريكا لمحاربة الشيوعية في نيكاراغوا .وغيرها من الفضائح . فلست ادري اذا اثبت على ترامب ملفه فهل من صالح الديموقراطيين ان يطيحوا به من الان ويكمل نائبه المدة ام يبقوه ضعيفا مهزوزا حتى تنتهي ولايته ولا يعود للترشح ثانية وبذلك يشطب الحزب الجمهوري ؟
يقوم ترامب هذا الاسبوع بزيارة للشرق الاقصى واليابان،وقد بدأ في هاواي الذين استقبلوه بعدم ترحيب وقالوا لا مرحبا -لا -(ألوها …)
في كوريا الجنوبيه رفعوا اعلاما لا لترامب ولا للحرب .
لست ادري أيضا ماذا سيفعل في هذه الفترة لالهاء الاحزاب المعارضة الاخرى عنه وتوجيه الانظار على غيره ،هل سيشعل حربا في الشرق الاوسط،وحزب الله، بعد استقالة الحريري،وايران وتدمير مناطق اخرى قبل ان يتدمر ؟…….
لكن ليس الرئيس هو الحاكم المطلق والبلد بلد ديموقراطي وبلد مؤسسات تحكم وليس مؤسسة واحدة .
أما روسيا فان النظام الرئاسي مختلف عندهم ،حيث لا يزال بوتن رئيسا ينتخب منذ 18 عاما ، وغير معروف هل سيتقدم للانتخابات في آذار المقبل لستة اعوام قادمة ام سيترك المجال لغيره ؟
قال بوتن في لقاء وفي مؤتمر يوم 19-10-2017بان القادة القادمين عليهم مسؤوليات لجعل حياة الشباب أفضل ،واكثر عدلا وامانا لهم .
وقال ان وظيفتهم ان تجعل هذه الاحلام حقيقة .
الرئيس القادم لروسيا يجب ان يؤكد بان البلد يجب ان تكون منافسة اقتصاديا ومجتمعها حديث ،بدفاع قوي ونظام سياسي مستقر ،ولكنه لم يذكر انه سيكون ذلك الرئيس القادم .
لقد سئل هل سيكون الرئيس القادم امر أة ؟ حيث كانت ابنته قد اعلنت في السابق انها ربما ترغب في خوض الانتخابات الرئاسية ,
قال ان كل شئ يمكن ان يكون جائزا .
لكن على ما يظهر انه سيعيد ترشيح نفسه .
أما علاقته مع الولايات المتحدة الامريكية ،قال لقد فشلت الولايات المتحدة في تنفيذ شروط معاهدات الطاقة النووية والأسلحة الكيماوية ،وقال ان قادة الولايات المتحدة يكيلون بمكيالين ولا مصداقية لهم وخاصة في تدخلهم في العراق ويوغسلافيا السابقة ،وصفعوا موسكو بعقوبات حول ضمهم لشبه جزيرة القرم ،بدلا ان تساعد في خلق عالم اكثر امانا بعد الحرب الباردة .
يقول بوتن بان الولايات المتحدة تحاول اعادة روسيا لعهد خمسينات القرن الماضي .
( لست ادري هل كان الاتحاد السوفياتي ضعيفا في عهد الخمسينات ام كان قويا برئاسة جورباتشوف وكوسيجين ولم يكن العالم يحكم بقطب واحد ؟)
يقول انه سيدعم سوريا حتى تتخلص من الارهاب وتعود لهدوئها وسيدعم بشار الاسد ، ويقول انه سيساعد في تغيير قادة الشرق الاوسط واوروبا بحيث لا يكونوا تابعين لامريكا .
(سيجتمع ترامب وبوتن هذا الاسبوع في فيتنام ولست ادري اي صفقة سيتفقوا عليها ويتقاسموها ونحن سنكون كلحمة الضحايا)
قال شاعر المهجر ايليا ابو ماضي : الطلاسم
جئت لا أعلم من اين ولكني اتيت
ولقد أبصرت أمامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا ان شئت هذا أم أبيت
كيف جئت كيف أبصرت طريقي
لست أدري
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود
هل أنا حر طليق أم أسير في قيود
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود
اتمنى انني ادري ولكن لست أدري
لست أدري
هؤلاء قادة العالم ،فلا يهمهم الا مصالحهم ويكيلون بالف مكيال ،اعتمادنايجب ان يكون على انفسنا وتقوية شعوبنا والاستفادة من مواردنا ودعم شبابنا وتشجيعهم للنهوض بالوطن والانتماء له .