د.عزام العنانزه
يرتبط إنشاء الكثير من المؤسسات في هذا البلد الطيب، بجلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه- وتعتبر الخدمات الطبية الملكية من أهم هذه المؤسسات والمنجزات التي واكبت تطور قواتنا المسلحة، وقدمت ما قدمته من أفضل الخدمات العلاجية والصحية، من خلال مستشفياتها، ومراكزها الصحية، وعياداتها المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، كما في الكثير من دول العالم، وأماكن النزاعات والصرعات والكوارث الطبيعية؛ التي طلبت يد العون من الهاشميين فلبوا النداء كما عهدناهم حماة ورعاة للإنسانية.
ومن الجدير بالذكر، أن مسيرة الخدمات الطبية بدأت عام 1641م، إذ ابتدأت بطبيب واحد فقط وآلية واحدة، واقتصرت على بعض العلاجات البسيطة، ومنذ ذلك الوقت، مرت مسيرة الخدمات الطبية بمراحل عديدة، أولها مرحلة الدور الأساسي، وثانيها مرحلة التوسع والدور الوطني، وثالثها مرحلة التميز الوطني والدور الإقليمي، وأخيرا مرحلة التميز الإقليمي والدور الدولي.
ولقد أولى جلالة المغفور له بإذن الله كل اهتمام ورعاية للخدمات الطبية الملكية طيلة حياته، وكان يفخر بها وبمنجزاتها وخدماتها في كل المحافل كأحد الأذرع الهامة لقواتنا المسلحة والتي كانت وما زالت العمود الفقري للأمن والاستقرار لهذا البلد بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.
ولقد كان نجاح الخدمات الطبية من خلال مستشفياتها ومراكزها انعكاسا للكفاءات والخبرات العالية والمتميزة في كافة التخصصات الطبية، والتي أفرزت إنشاء مدينة الحسين الطبية كمركز طبي عالمي متميز يعمل فيه صفوة الصفوة من أخصائيين في كافة المجالات، وكذلك طواقم التمريض والعلوم الطبية المساندة، والإدارية المتميزة في إعدادها وتدريبها مما انعكس بدوره على طواقم المستشفيات والمراكز الطبية في المحافظات والمدن والأخرى.
ومما لا شك فيه أن جلالة الملك عبد الله الثاني، ومنذ توليه سلطاته الدستورية وحتى هذا اليوم تابع اهتمام والده بهمة وعزيمة كقائد أعلى للقوات المسلحة، ليس فقط بالحفاظ على المنجزات القديمة ورعايتها وصيانتها ، لا بل، والتوسع في إنجازات جديدة ترفد الخدمات الطبية وتشد من أزرها في خدمة الوطن والمواطن والإنسانية.
فكان جلالة الملك عبد الله سباقا لتأسيس العديد من المراكز والمستشفيات المتميزة، والتي تم افتتاحها في عهده، وكان من بين هذه المستشفيات مستشفى الأميرة هيا بنت الحسين العسكري في محافظة عجلون، ولا يستطيع باحث أو كاتب مهما حاول أن يفي خدماتنا الطبية الملكية العسكرية حقها وحق من يعمل وينطوي تحت لوائها حقه أو حقوقهم؛ لكثرة وتشعب هذه الخدمات على مدار السنين.
فالشكر كل الشكر لأولئك الذين أداروا هذه المؤسسة العظيمة على مدار السنين بكل حكمة وصبر وهدوء، ومن هؤلاء الأشخاص عطوفة مدير الخدمات الطبية الملكية اللواء الركن الدكتور معين الحباشنه والذي مارس سياسة ‘الباب المفتوح’ ومساعدة الناس بأقصى ما يستطيع ومد يد العون ضمن ما يتوفر لديه ولدى طواقمه من إمكانيات، فلك يا عطوفة الباشا كل الشكر والتقدير ليس مني فحسب، بل من معظم مراجعي الخدمات الطبية وخاصة مدينة الحسين الطبية ومستشفيات الخدمات بشكل عام.
فلقد وجدت أن مستوى الخدمات والرقي في التعامل في هذه المستشفيات ما يثلج الصدور، ويستحق الشكر والامتنان لا لمدير الخدمات فقط ،بل ولكافة العاملين بصمت من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وغيرهم.
ولم تكن هذه الخدمات المتميزة لتستمر وتتطور عبر العقود لولا رعاية الله أولا، ثم رعاية الهاشميين وعلى رأسهم جلالة الملك عبد الله بن الحسين وولي عهده الأمير حسين بن عبد الله حفظهما الله ورعاهما والشكر أيضا موصول لقائد الجيش الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات على اهتمامه بالخدمات الطبية وحرصه على تنفيذ رغبات جلالة الملك عبد الله في تقديم أفضل الخدمات لمنتسبي القوات المسلحة وعائلاتهم.
وفي الختام أكرر شكري وامتناني إلى كل أولئك الذين يعملون في المجال الصحي في هذا البلد، ونأمل أن نرى مزيدا من التقدم والنجاح ومؤسساتنا الطبية لتكون بمستوى مدينة الحسين الطبية وبقية مستشفيات الخدمات الطبية الملكية.
*أستاذ مشارك في كلية الاعلام في جامعة اليرموك