جامعة إربد الأهلية تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف بتاريخ 18/12 من كل عام، وبرعاية الأستاذ الدكتور زياد الكردي رئيس جامعة إربد الأهلية، وبدعوة من قسم اللغة العربية في كلية الآداب والفنون في الجامعة، القى الأستاذ الدكتور عبد القادر بني بكر/ جامعة اليرموك- كلية الآداب – قسم اللغة العربية، محاضرة علمية بعنوان: (التحديات التي تواجه اللغة العربية وسبل مواجهتها)، اليوم الثلاثاء الواقع بتاريخ 3/1/2018، في مدرج الكندي، وقدّم للمحاضرة الدكتور صدام مقدادي/ رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة.
وتناول الدكتور بني بكر في محاضرته الحديث حول مفهوم الأمن اللغوي وأهميته في السياق الحضاري للمجتمع العربي، وبيّن دوره في المحافظة على الشخصية العربية الإسلامية، لا سيما في ظل الصراعات اللغوية المحتدمة على المواقع الإلكترونية، وضرب عدداً من الأمثلة العالمية الحية، التي توضح مفهوم الأمن اللغوي عند الشعوب، وكشف عن حالات الانسجام بين اللغة والهوية التي تتبلور بشكل كبير في اللغة القومية الأم، وكذلك حالات الفسخ والانفصام بالخروج عن اللغة العربية الفصيحة في مواقع التعليم والتدريس، وعلى قوانينها في البيت والحياة، وكذلك بروز ظاهرة الثنائية في المجتمعات العربية؛ إذ تبرز اللغة الأجنبية بشكل كبير، مما يقلل من قيمة اللغة القومية ويجعلها في المرتبة الثانية، لا سيما في مواطن التعليم والمخاطبات والرسميات.
وركز الدكتور بني بكر على الوعي المنهجي بوظيفة اللغة، وعلى ضرورة التفريق بين اللغة بوصفها أداة تواصل، وبوصفها أداة تمثّل للحياة وللوجود، وأبرز أهمية السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي، ودورهما في توفير البيئة العلمية في التعامل مع اللغة، ودعا إلى رسم استراتيجيات متنوعة في تفعيل اللغة (قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى)، وبين المعيقات التي تحول دون سياسة لغوية فاعلة، ومن أهمها: إدخال اللغات الأجنبية إلى جامعاتنا ومدارسنا ومناهجنا ومعاملاتنا ومراسلاتنا الشخصية والإدارية، وفي الشارع واليافطات، واستعمال اللغة العامية بدل الفصحى، إضافة إلى الأزمة المعرفية بتنامي مفهوم العولمة والتي تغلغلت وسيطرت على العالم بقوتها واقتصادها وثقافتها، وكذلك في الآونة الأخيرة ظهرت لغة ما تسمى بلغة التشات في التواصل الاجتماعي وهي لغة هجين قاصرة عن التعبير والتفكير.
وأكد الدكتور بني بكر على أن اللغة تقوى بقوة أمتها حيث يقول عالم اللغويات تشالز كيفر “إن موت اللغة يتحقق عندما يهتم المرء بأن يتحدث لغة أخرى”، ولا غرابة أن تتقطع وشائج الانتماء واحدة تلو الأخرى وأن تهزم الفصحى وتزدهر اللهجات العامية واللغات الأجنبية، وقدم في ختام محاضرته عدداً من المقترحات العلمية لتنفيذ سياسة لغوية ناجعة للنهوض باللغة العربية، ومن أهمها: إصدار قرار سياسي يقضي بجعل اللغة العربية هي لغة الوحدة الوطنية، ولغة البناء الحضاري، وإلزام مؤسسات الدولة، والمسؤولين، ووسائل الإعلام المختلفة في الدول العربية باستخدام اللغة العربية الفصحى، وكذلك التركيز على الجامعات العربية والمعاهد العلمية باستخدام اللغة العربية الفصحى في التدريس والتأليف، وضرورة تعريب العلوم من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، وإلزام الجميع بكتابة اليافطات التجارية والصناعية والدالة باللغة العربية، وهذا كله يؤدي إلى تعزيز الثقة باللغة العربية وبيان مرونتها وقدرتها على مواكبة التقدم العلمي والحضاري،.
وفي نهاية المحاضرة قام رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور زياد الكردي بتسليم درع الجامعة للأستاذ لدكتور بني بكر، وكرر الترحاب به بين أسرته في جامعة إربد الأهلية، وقدم شكره للدكتور بني بكر على المعلومات القيمة التي عرضها للحضور، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور أيمن الأحمد عميد الكلية، والعمداء، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة الجامعة.