خيمت أجواء من الحزن وخيبة الأمل على صفوف وأروقة مدارس في البادية الجنوبية بمحافظة معان، بعد أن أظهرت نتائج التوجيهي التي اعلنت السبت الماضي، أن نحو 9 مدارس لم ينجح من طلبتها أحد.
وأرجع عدد من التربويين، طلبوا عدم نشر أسمائهم، هذه المشكلة الى عدة عوامل أبرزها نقص الكوادر والكفاءات من المعلمين، وغياب بعض الطلبة عن الامتحانات ما ساهم برفع النسبة، فضلا عن انخفاض دافعية الطلبة للتنافس على النجاح، إضافة إلى أوضاع بعض المدارس، وافتقارها إلى أبسط الوسائل التي ترغب الطالب في البقاء فيها.
في حين انتقد أولياء أمور طلبة هذا التراجع والإخفاق الواضح، مؤكدين على ضرورة وضع دراسة حقیقیة لبحث الأسباب التي أدت إلى عدم نجاح الطلبة في معظم مدارس البادية، لتجاوز هذه العقبة، مؤكدين على ضرورة الاهتمام بتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمدارس، والتي تسجل أدنى معدلات نجاح في التوجيهي سنويا.
ويشير، رئيس بلدية الجفر فواز النواصره أن خللا كبيرا تشهده المنظومة التعليمية في البادية الجنوبية، لافتا أن سوء عملية التدريس وضعف المعلمين الذين يدرسون الطلبة، وعدم قدرتهم على إيصال المعلومة لهم، أدى لانخفاض نسب النجاح في معظم مدارس المنطقة، مبينا أنه لا بد من معالجة نقاط الضعف التي تعصف بالطالب والمعلم على حد سواء.
ودعا الجهات المختصة في التربية إلى البحث عن أسباب إخفاق الطلبة، للخروج بحلول ناجعة تساهم في رفع سویة التعليم.
كما حمل النواصره أولياء أمور الطلبة المسؤولية ايضا لعدم نجاح أبنائهم، وذلك لعدم متابعتهم أبناءهم الطلبة، وخاصة في المراحل الأساسية، التي تنعكس بشكل كبير على التحصيل العلمي في المرحلة الثانوية.
ويرى أحد أولياء الطلبة وهو عطاالله المراعية ضرورة فتح ملف التعليم في مناطق البادية الجنوبية، لتحديد مسؤولية كل طرف في ضوء إخفاق جميع الطلبة في بعض مدارس البادية، لافتا أن ثمة شكاوى أن البعض من الطلبة لا يستوعبون بعض الدروس بسبب ضعف المدرسين لانهم غير متمكنين من المواد التي يدرسونها.
وقال عبدالرحمن الحويطات انه إذا كان السبب في تدني نسب النجاح في مدارس البادية هو المدرس، فإن على الجهات المعنية في التربية أن تعقد دورات تدريبية لهؤلاء المعلمين، لإعادة تأهيلهم حتى يكونوا قادرين على القيام بواجبهم.
من جهته، أقر مدير تربية البادية الجنوبية بالوكالة توفيق المراعية بأن 9 مدارس تابعة للبادية الجنوبية لم ينجح أحد من طلبتها في امتحان الثانوية العامة، من أصل 27 مدرسة ثانوية وبنسبة نجاح بلغت قرابة 67%، مشيرا أن هناك 508 طالبا وطالبة ضمن نظام الدراسة النظامية تقدموا للامتحان نجح منهم نحو 300 طالب وطالبة.
وعزا المراعية أسباب المشكلة إلى ضعف قدرات بعض المعلمين، وعدم تعاون المجتمع المحلي مع المدرسة، ونسبة غياب لدى بعض الطلبة عن الامتحان، وثقافة الغش التي كانت سائدة في السابق والتي كانت تنعكس على الطالب، إضافة إلى عدم وجود مراكز ثقافية للتعليم والتدريس الخاص، إلى جانب عدم رغبة الطلبة أنفسهم في الدراسة والتحصيل العلمي، خاصة في المواد العلمية.
وهو الأمر، بحسب المراعية الذي لم ينفع معه ما بذله البعض من المعلمين من جهود كبيرة لإعطائهم الدروس لآخر يوم في الدراسة، مشيرا الى أن المدارس التي لم ينجح من طلبتها أحد معظمها مدارس للذكور.