قبل أقل من شهر على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في ريو، يعمل البرازيلي إدواردو كوبرا المتخصص في فنون الشارع على إنجاز «أكبر رسم جداري في العالم» في المنطقة المرفئية في المدينة المضيفة لأولمبياد 2016.
يرش كوبرا رذاذا أزرق اللون ثم آخر أحمر وهو على علو 20 مترا عن الأرض تحمله رافعة.
ويقول الفنان البالغ من العمر 40 عاما لوكالة فرانس برس «هو على الأرجح أكبر رسم جداري في العالم ومن المفترض أن يدخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عند إنجازه».
ويمثل هذا الرسم الممتد على حوالى ثلاثة آلاف متر مربع القارات الخمس من خلال خمسة وجوه بعدد الحلقات الأولمبية، مع وجه شخص من اتنية كارين في تايلاند للقارة الآسيوية، وآخر من اتنية هولي في بابوازيا- غينيا الجديدة في أوقيانيا، وثالث لهندي من هنود تاباجو في الأمازون البرازيلية لأميركا، ورابع لتشوكشي في سيبيريا في أوروبا، إلى جانب خامس هو لشخص من قبيلة مرسي في اثيوبيا للقارة الافريقية.
ويصرح الرسام «تتفاقم ظاهرة عدم التسامح في العالم، كما هي الحال في أوروبا حيث يتم نبذ اللاجئين ونبذ الآخر. آمل أن يساعد هذا الرسم الجداري الذي يندرج في إطار الروحية الأولمبية على التذكير بأن كل واحد منا مختلف، لكن كلنا بشر في نهاية المطاف».
وقبل البدء برسم هذه اللوحة الجدارية التي تحمل اسم «كلنا واحد»، أمضى الطاقم المعاون للرسام 15 يوما وهو يحضر الجدار التابع لمرسى سابق من خلال سد الثغرات وطليه بالأبيض ليشكل خلفية للرسمة.
ويكتسي الجدار المختار رمزية خاصة في هذه المنطقة المرممة حيث ترسو جميع السفن السياحية التي تتوقف في خليج ريو وحيث يمر قطار كهربائي في غاية الحداثة.
وفي الجوار يقع «متحف الغد» للمهندس الاسباني كالاترافا الذي يجسد خير تجسيد ثمار عملية الترميم التي خضعت لها المنطقة المرفئية استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية.
ومنذ أسبوع، يعمل كوبرا ومعاونوه كل يوم من الثامنة صباحا حتى السابعة مساء على إنجاز الرسم لإتمامه قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في الخامس من آب.
ويخبر الفنان «استعملنا حتى الآن ألفي علبة رذاذ وسنستخدم بعد الف علبة، فضلا عن مئة صهريج من مئتي ليتر للأكليريك ومئة صهريج آخر من الطلاء».
ويرسم إدواردو كوبرا على الجدران منذ سن الثانية عشرة وهو بدأ بكتابة اسمه على حيطان حيه الفقير في ساو باولو.
وكان الشارع في نظره «سبيلا للانخراط في المجتمع والمرح والتنديد بالتهميش».
ويقر الفنان الذي لا ينجز أعماله اليوم سوى بعد الاستحصال على الرخص اللازمة بأنه لا يتقن سوى الرسم، فهو عصامي وقد أدرك أنه يتمتع بمهارة خاصة في الرسم على الجدران لكنه كان يصطدم بالأحكام المسبقة السائدة في عائلته.
وهو خاض هذه المغامرة تلبية لدعوة من المؤسسة الفنية «بولفار أولمبيك» حظيت بدعم بلدية ريو ولجنة ريو 2016 واللجنة القيمة على الألعاب الأولمبية.
وقد ذاع صيت كوبرا سنة 2005 وأنجز أول عمل جداري له في الخارج «في مدينة ليون الفرنسية على حائط مبنى».
وانهالت عليه العروض بعد ذلك ليقدم رسومه الجدارية الملونة «في عدة مدن أميركية وفي بولندا وروسيا والسويد والمكسيك واليابان وتاهيتي والإمارات العربية».
(أ ف ب)