الكرك : اصحاب الشاحنات يشكون الركود
يعاني قطاع الشاحنات بمحافظة الكرك والذي يضم زهاء 700 شاحنة من تردي أحواله خلال السنوات الأخيرة لأسباب عديدة، ما يعرض هذا القطاع إلى خسائر مالية كبيرة، وفقا للعديد من مالكي وسائقي الشاحنات.
ويؤكد أصحاب وسائقو شاحنات بالمحافظة أن هذا القطاع، الذي يعيل زهاء 2000 أسرة بالمحافظة، أصبح مهددا بالتوقف بسبب الخسائر الكبيرة التي مني بها، بسبب تراجع الشحن الخارجي، ومزاحمة الشاحنات من مناطق اخرى على فرص العمل المتوفرة بالمحافظة، وخصوصا عمليات النقل من مناجم الفوسفات ومصانع البوتاس.
وقالوا إنهم يعانون ظروفا اقتصادية صعبة، وأن اغلبهم لم يستطع ترخيص شاحنته منذ عدة سنوات، بسبب عدم توفر المال اللازم للترخيص، في حين اضطر العديد منهم إلى بيع شاحنته التي يملكها ويبحث عن وظيفة لتوفير الدخل الثابت لأسرته.
وقد نفذ أصحاب وسائقو الشاحنات بمحافظة الكرك عشرات الاضرابات والاعتصامات على الطريق الصحراوي وأمام شركات الفوسفات والبوتاس، احتجاجا على تردي أوضاعهم والاعتداء من قبل شركات الشاحنات على مواقع عملهم بالمحافظة وخصوصا بعملية نقل الفوسفات.
وكان آخرها قبل أسبوع اعتصام الشاحنات أمام دار المحافظة، احتجاجا على تخفيض قيمة أجور النقل للطن الواحد لمادة ملح البوتاس من مصانع البوتاس إلى مدينة العقبة وقدوم شاحنات من خارج المحافظة للعمل مكانهم.
وكان نقيب أصحاب الشاحنات محمد الداوود أكد في تصريحات سابقة لـ”الغد” أن قطاع النقل بالشاحنات يعمل فيه حوالي 21 ألف شاحنة، منها 3 آلاف في الوقت الحالي متوقفة عن العمل و5 آلاف شاحنة منتهية الترخيص منذ سنوات أصحابها غير قادرين على تجديدها بعد تراكم مبالغ عليهم.
وقال رابح القطاونة وهو صاحب شاحنة إن أصحاب الشاحنات والسائقين، اصبحوا يتعرضون لخسائر كبيرة بسبب عدم توفر فرص عمل للشاحنات بالمحافظة، والتي يبلغ عددها زهاء 700 شاحنة، تعيل آلاف الأسر بالمحافظة من مالكين وسائقين.
وبين أن كلفة تشغيل الشاحنات مرتفعة بسبب الترخيص والتأمين، بالإضافة إلى أجور أخرى في ظل انعدام فرص العمل الخارجية التي توقفت نهائيا، في حين أن فرص العمل بداخل المحافظة قليلة ويتم الاعتداء عليها من قبل شاحنات اخرى لأسباب عديدة.
وبين أن قطاع الشاحنات بالكرك يتعرض لخسائر مالية كبيرة، وانه على وشك الانهيار بشكل نهائي ما يؤدي إلى تردي أحوال الأسر التي تعتاش على هذا القطاع منذ سنوات عديدة.
وقال مالك وسائق شاحنة محمد الجلامدة إن قطاع الشاحنات، أصبح من القطاعات التي بحاجة إلى مساعدة عاجلة، بسبب ظروفه الصعبة وخصوصا بمحافظة الكرك، لافتا إلى أن مئات الشاحنات أصبحت بلا عمل لأسابيع عديدة بسبب الاعتداءات على فرص عملها بالمحافظة من شاحنات اخرى.
وبين أن فرص نقل الفوسفات من المناجم كانت كافية للشاحنات بالكرك، قبل أن تأتي شاحنات أخرى وتقوم بمنافسة شاحنات المحافظة، لافتا إلى أن شاحنات الكرك تحصل الآن على فرصة لعشرين شاحنة يوميا بمعدل مرتين شهريا لكل شاحنة وبأجرة تصل إلى 80 دينارا فقط.
وأشار إلى أن توقف الشحن الخارجي بسبب إغلاق الحدود مع سورية والعراق، أدى إلى انهيار قطاع النقل وتراجع المردود المالي وبالتالي خسائر مالية كبيرة، مشيرا إلى أن الشاحنات الأردنية وخصوصا بالجنوب تواجه منافسة من الشاحنات المصرية والسعودية، التي تدخل الأردن بدون ضريبة، في حين أن هناك ضريبة على الشاحنات الأردنية بهذه البلدان.
وقال السائق محمد العمايرة إن أصحاب الشاحنات بالكرك اصبحوا بحال صعب، لعدم توفر العمل ما اضطر العديد منهم إلى بيع الشاحنات أو التوقف عن الترخيص لعدة سنوات، في حين أن العديد منهم مطارد من قبل الأجهزة الرسمية بسبب التزامات مالية لجهات عديدة، لم يستطع أصحاب الشاحنات الوفاء بالتزاماتهم تجاهها.
وطالب الجهات الرسمية بالعمل على مساعدة قطاع الشاحنات حرصا على مصحلة المواطنين وآلاف الأسر بالمحافظة.
وكان محافظ الكرك صالح النصرات التقى أصحاب وسائقي الشاحنات قبل يومين، ووعدهم بايجاد حل لمشكلة الشاحنات بالمحافظة، وخصوصا مشاكل العمل في نقل ملح البوتاس إلى العقبة وتجاوز الشاحنات من خارج المحافظة على مناطق عملهم .
من جهته أكد مدير هيئة تنظيم النقل بالكرك محمود الصرايرة أن مسؤولية النقل بخصوص الشاحنات تنحصر في عمليات الترخيص السنوية وتراخيص النقل الأخرى.