عجلون .. فيديو ترويجي لسائح سعودي يستقطب 50 ألف خليجي خلال شهر
استقطب “فيديو” ترويجي لعدد من مناطق محافظة عجلون، قام بتصويره سائح سعودي ونشره على صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، نحو 50 ألف خليجي، قاموا بزيارة المحافظة للتنزه فيها، وذلك خلال فترة شهر واحد فقط.
وركز ذلك الفيديو، الذي قام بتصويره السائح السعودي عبد الحكيم الخليوي، لمناطق عدة في محافظة عجلون زارها خلال فترة إقامته في الأردن، على إبراز جماليات المحافظة الطبيعية.
فيما دفعت هذه التجربة، فعاليات رسمية وأهلية وإعلامية وهواة وناشطين من أبناء المحافظة إلى محاولة استنساخ تجربة السائح الخليوي، وذلك من خلال تنظيم جولات ميدانية للمواقع السياحية بعجلون لإعداد تقارير وإنتاج أفلام تصويرية وبثها عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة.
ويقول الخليوي، في تصريحات صحفية، إن تصوير “الفيديو” كان عفويا لمناطق جميلة زارها خلال فترة تنزهه بعجلون، داعيا إلى زيارة المحافظة التي تصلح للسياحة خلال جميع فصول السنة، خصوصا خلال فصلي الربيع والصيف.
ويؤكد أنه، ورغم جولاته المتكررة للمحافظة، فإنه يكتشف في كل مرة مناطق جديدة وأكثر جمالا ما بين وديان وعيون مياه وغابات ومناطق ذات مناظر خلابة.
وفي المقابل، استهجن أوس القضاة وأحمد خطاطبة، تمكن السائح السعودي من الترويج لعجلون سياحيا بوسيلة بسيطة ومن دون كلفة مادية، في حين ما تزال الجهات المعنية بالترويج عاجزة عن استقطاب السياح والترويج للمواقع السياحية في المحافظة واستثمار الميزات التي تتمتع بها لجذب استثمارات سياحية، تعود بالنفع على أبناء المجتمع المحلي.
ومن جهته، يؤكد رئيس مجلس محافظة عجلون، الدكتور محمد نور الصمادي، ضرورة تكاتف وتضافر جهود الجميع للترويج لمناطق المملكة السياحية، مشيرا إلى أن عجلون زاخرة بالأماكن السياحية والتاريخية والدينية، داعيا إلى إظهار جماليات المحافظة والترويج لها بالطريقة التي تستحقها.
وبدوره، يقول مدير سياحة المحافظة، محمد الديك “إن الشهر الحالي شهد إقبالا كبيرا من المتنزهين السعوديين والخليجيين”، مقدرا أعدادهم بزهاء 50 ألف سائح، لافتا إلى دور السائح السعودي الخليوي الذي تمكن من الترويج للمواقع التي زارها عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأرجع الديك سبب زيارة هذا العدد من السياح لعجلون إلى قرب سكنهم ومناطقهم من الحدود الأردنية، الأمر الذي يسهل عليه سرعة الوصول إلى المحافظة والتمتع بمناظرها الخلابة، خصوصا في فصل الربيع، وتراثها التاريخي والديني.
ويضيف، أن لدى مديرية سياحة عجلون صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للمحافظة سياحيا؛ حيث تشتمل هذه الصفحة على آلاف الصور للمواقع السياحية والتراثية والتاريخية والدينية، ومناطق التنزه، فيما وضعت “سياحة عجلون” زهاء 150 لوحة إرشادية للمواقع السياحية والمسارات التي تتضمنها المحافظة.
ويشير الديك إلى أن المديرية ستنظم يوم السبت المقبل زيارة لزهاء 50 مصورا من جمعية المصورين الأردنيين واتحاد المصورين العرب لزيارة مسار سياحي منطقة الصفصافة بمحافظة عجلون، بهدف نشر وتوثيق مواطن الجمال ومواقع التنزه في هذه المنطقة.
وكانت وكالة عجلون الإخبارية ودارة عجلون للتراث والثقافة، نظمت، بالتعاون مع مديريات السياحة والآثار والثقافة وهيئة شباب “كلنا الأردن” ونادي عنجرة الرياضي، جولة سياحية تصويرية بعنوان “عجلون في عيون مصوريها” شارك فيها أكثر من 60 إعلاميا وصحفيا ومصورا من مختلف محافظات المملكة.
واشتملت هذه الجولة على زيارة لأماكن سياحية في عجلون، كدار الحكومة في إشتفينا، والأكاديمية البيئية، ومحمية غابات عجلون، ومخيم راسون السياحي، ومتحف راسون الشعبي، ومناطق الربيع في قرى العيون، فيما تم تسليط الضوء على بيوت الإيواء وصناعة الصابون والخبز العربي (الطابون) والأكلات الشعبية العجلونية، فضلا عن سياحة المغامرات والإنزال والتسلق على الحبال.
ويؤكد أمين عام وزارة السياحة والآثار، عيسى قموه، في تصريح صحفي خلال الجولة السياحية تلك، أن الوزارة ومن خلال موازنة مجلس المحافظة خصصت 1.5 مليون دينار لإقامة مشاريع سياحية في عجلون للعامين الحالي والمقبل، مشيرا إلى أنه تم تركيب لوحات إرشادية سياحية تدل المتنزه أو السائح على المواقع الأثرية والتراثية والتاريخية والدينية، بالإضافة إلى إجراء أعمال صيانة للوحات الموجودة وتطوير المسارات السياحية وبيوت الإيواء وصيانة الأماكن الأثرية كموقعي مار الياس والقلعة.
كما يوضح أنه سيتم إقامة مشروع السوس السياحي في منطقة راسون، والذي جاء بمبادرة ملكية، بتكلفة تزيد على أكثر من 500 ألف دينار.
ويضيف قموه أن محافظة عجلون استقطبت خلال العام الماضي أكثر من مليوني زائر وسائح، لافتا إلى أن المنتج السياحي في المحافظة والذي يشمل السياحة الدينية والعلاجية والطبيعية والزراعية وغيرها متميز جدا.
ويتابع “من غير المعقول أن يكون النشاط الاقتصادي متواضعا في المحافظة، في الوقت الذي تتمتع فيه بكل هذه الميزات السياحية الكبيرة”.
ويزيد قموه، أن عدد العاملين في مجال السياحة بعجلون لا يزيد على 400 شخص، مؤكداً “أن هناك تقصيرا مشتركا من كل مؤسسات ووزارات الدولة من ناحية تطوير المنتج السياحي”.
ويشدد على ضرورة إقامة برامج سياحية خاصة لتطوير المنتج السياحي بكل محافظات المملكة وبالأخص في عجلون، لافتا إلى وجود 15 مشروعا سياحيا سيتم إقامتها في المحافظة خلال المرحلة المقبلة، ما سيحدث نقلة نوعية في تنمية المجتمع المحلي والمساهمة في تنشيط الواقع الاقتصادي.
يذكر أن وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، قامت، برفقة وفد من الهيئة العامة للسياحة والتراث السعودية، خلال الأسبوع الماضي، بزيارة عدد من المواقع السياحية في محافظة عجلون، في حين اطلع الوفد السعودي على تجربة عدد من الجمعيات التي تعمل في مجال الحرف اليدوية.
إلى ذلك، يقول الديك “إن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، وتبادل الزيارات بهدف الاطلاع على تجربة الأردن والسعودية في المجال السياحي”.
ومن ناحيته، يؤكد رئيس الوفد السعودي، الدكتور صلاح الطالب، أهمية تطوير البرنامج التنفيذي بين الجانبين، والتوصل إلى برنامج عمل للأعوام 2018-2019، مشيرا إلى ضرورة تكثيف برامج التسويق السياحي للأردن كمقصد مناسب للسياحة السعودية، والاستفادة من الخبرات الأردنية في مجال إنتاج الأفلام الترويجية السياحية.