أ.د. عصام سليمان الموسى
محاضرة الدكتور عزمي محافظة
المحاضرة التي القاها الأستاذ الدكتور عزمي محافظة رئيس الجامعة الأردنية الثلاثاء الماضي في رابطة الكتاب دقت ناقوس الخطر الذي يواجه التعليم العالي في الاردن.
لقد كشفت المحاضرة جوانب خفية تتعلق باستقلالية الجامعات ومعاناة الجامعة الاردنية ماليا. تمنى الدكتور عزمي ان تكون الرسوم التي تتقاضاها الجامعة تعادل الرسوم التي تحصلها المدارس الخاصة. وقال ان الطالب قد يتخرج من الجامعة برسوم لا تزيد عن الفي دينار على مدار سنوات الدراسة التي قد تمتد من ثلاث الى اربع سنوات، في حين ان مثل هذا الدخل قد تحصله بعض المدارس الخاصة عن فصل واحد.
بينت المحاضرة ان بعض الجامعات الرسمية الأحدث تتقاضى رسوما اكثر من الجامعة الاردنية، وان محاولة رفع الرسوم في الجامعة الأردنية لتحديث بنيتها لم توافق عليها السلطات التعليمية.
الجامعة الأردنية لمن لا يعرف بدأت مسيرتها في 15/12/1962 وكنت شخصيا من الفوج الأول فيها وتخرجنا عام 1966. وهذا يعني انه مر 56 عاما على بعض مرافقها. والجامعات الحديثة بحاجة لتحديث بنيتها التحتية لمواكبة العصر علميا ومستواتيا. وهذا أمر مكلف.
ان استقلالية الجامعات برأيي المتواضع مسالة في غاية الاهمية وانا اعرف من خبرتي الخاصة في التعليم الأكاديمي على مدار أربعة عقود قضيت، منها السنة الأخيرة في الجامعة الأردنية محاضرا غير متفرع اعلم في تخصص فريد من نوعه (ارجو الا يغلق) ان بعض التخصصات لا تجد من يدرسها بسبب عدم قدرة الجامعة الأردنية على تعيين أساتذة تجاوزوا السبعين.
قبل فترة رأيت مقابلة تلفزية مع الدكتور العالم نعوم شومسكي، وهو اشهر من ان يعرف، وكان في منتصف العقد الثامن من عمره يجلس في مكتبه في جامعة (MIT)، وهي الأشهر في أمريكا، يتحدث بحرية وينتقد امريكا واسرائيل (لمن لا يعرف هو يهودي وليس صهيوني) ويؤلف كتبا ويصدر نظريات تدرس في الجامعات في مختلف انحاء العالم. وقبل سنوات زرت كلية الإعلام في جامعة (Penn State University) في مدينة فيلادلفيا فوجدت اساتذة بلغ العمر بهم عتيا بعضهم قارب نهاية العقد الثامن.
كنت اتمنى ان تكون عندنا في الأردن الجامعة الأردنية مشهورة مثل أوكسفورد او السوربون او (MIT)، لكن ما قاله الدكتور عزمي عن وضع الجامعة جعلني أؤجل الحلم الى اشعار آخر.
المحاضرة القيمة التي قدمها الدكتور عزمي، وأدارها الدكتور أحمد ماضي، لم تغطها وسائل الإعلام لتحظى بما تستحقه من نقاش، كما وكان الحضور قليلا (من الجامعة الأردنية حضر استاذ واحد)، مما يؤشر الى عدم اهتمام وسائل الإعلام بالشأن العام، مثلها مثل أفراد الشعب المثقف، وهذه كارثة أيضا.