فواز الطيفور يرثي ولده الحارث
كتب :الاستاذ فواز طيفور
(يا أيتها النفس المطمئنه ارجعي لربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي) .
قال تعالى:(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا وهو العزيز الغفور).
يا أبا الليث لقد نزل علينا نبؤ وفاتك نزول الصاعقه من السماء ولو أن الأمر يفتدى لأفتديناك بالغالي والنفيس ولكنها إرادة الله وليس لإرادته من راد . خبر وفاتك خبر جلل
خبر ما نابنا مصمئلُ*** جل حتى ومن فيه الأجل
يا أبا الليث: مت يرحمك الله. مت سامحك الله، مت عفا الله عنا وعنك .فوالله إنا القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك لمحزونون ( وإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون)
أي بني إن لم ارثك فمن ارثي ؟!! يا مهجة القلب ويا حبة العين ويا رفيق الروح . يا رفيق الروح
يا رفيق الروح قد عشنا معا * لم لا تمضي معا نحو القبور
أرثي فيك الشباب اليافع والخلق الرفيع والتعامل الحسن والاخلاص في العمل والصدق في القول
يا زين الشباب ماذا أقول وقد فجعتني وقصمت ظهري وتلعثم الكلام في فمي، تبعثر تبعثر تبعثر وخانتني الكلمات . تبعثرت تفرقت تحطمت تمزقت ضاع مني الكلام و تجمد الدمع في عيوني. وقصيدتي اغتيلت واعقبتني غصه بعد الرقاد وعبرة لا تقلع. لكنها المنية
يا أبا الليث: يا رمحا من رماحنا ويا غابة مسك ابدية تفوح بعطرها لتملأ الأفاق ولكنها المنية . انها المنية
واذا المنية انشبت أظفارها*** الفيت كل تميمة،لا تنفع
يا حارث الغالي فارقتنا وعز علينا الفراق يا شهما يا عالي الهمه ، يا قوة من غير ضعف ولينا من غير عنف
يا من يعز علينا ان نفارقهم * وجدنا كل شئ بعدكم عدمَ
يا حبيبي إنني جبان امام رثاك * فيا حارث الخير ارحم أباك
فيا لله العلي القدير كيف اختار اول العقد
توّخى حِمام الموت أول صبيتي * فالله كيف اختار بادية العقد
يا حارث الخير والبركة عزائي فيك وفي ابنائك الليث والغيث وفي إخوانك النشامي الذين ما فارقوك لحظة وانت تصارع الموت الجلطة تلو الجلطة، عندما كان قلبك الكبير ينبض بالحياة .
أي بني ها هم أهلك ومعارفك واصدقاؤك جاءوا من كل حدب وصوب ليودعوك الوداع الأخير .فكلمات الوداع كلها مره وأنا يحرِّقني الوداع فسلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا. وسلام على روحك الطاهرةأيها المناضل والمكافح يا رفيق الدرب.
قد كنت أوثر ان تقول رثائي
* لكن أراد الله غير مرادي
لله درك يا بني في يوم وفاتك جادت السماء بغيثها فاستشعرت بأنها تبكي معي حزنا عليك . واني لاقتبس فأقول
أعيناي جودا ولا تجمدا * ألا تبكيان لحارث الندى
ألا تبكيان الجرئ الجميل***ألا تبكيان الفتى السيدا
جاءوا ليشيعوك الى مثواك الاخير فنم قرير العين برعاية الله الكريم وحفظه، أسأل الله أن ينزل عليك شأبيب رحمته وأن يسكنك فسيح جنانه ، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
وإنني اذ اتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان لكل من تجشم عناء السفر وشاركتا عزائنا وواسانا في مصيبتنا. ولا حول ولا قوة الا بالله