رغم استقالة الحكومة.. الاحتجاجات الشعبية تتواصل رفضا للنهج الاقتصادي
لليوم الخامس على التوالي تواصلت مساء أمس الفعاليات الاحتجاجية في العاصمة عمان وعدد من المناطق في المحافظات، رفضا للسياسة الاقتصادية الرسمية، ومطالبة بإلغاء مشروع قانون الضريبة المعدل ورفع الأسعار.
ورغم استقالة حكومة الدكتور هاني الملقي يوم أمس، فأن حركة الشارع المحتج بقيت على ذات الوتيرة، خاصة في عمان، حيث احتشد الآلاف منذ ساعات المساء الأولى وحتى فجر اليوم في محيط منطقة الدوار الرابع حيث مقر رئاسة الوزراء، فيما تواصلت الاستراتيجية الأمنية بحظر الوصول الى منطقة الدوار، مع الحفاظ على ضبط النفس واحتواء الاحتجاجات السلمية الى حد كبير.
وارتفعت في أكثر من احتجاج بعمان وباقي المحافظات الاعلام الوطنية والشعارات المنددة بالنهج الاقتصادي الرسمي، والمطالبة بتشكيل حكومة “انقاذ وطني” وتغيير نهج تشكيل الحكومات، والتأكيد على الشراكة الوطنية في صنع السياسات العامة.
ولم تخل الاحتجاجات في عمان من احتكاكات محدودة بين متظاهرين وقوات الدرك والشرطة، وبعض التدافع الذي أدى لإصابات بسيطة بين محتجين، فيما سيطرت أجواء الاحتجاج السلمي على اعتصامات عمان وباقي المحافظات.
من جهته، دعا مساعد مدير الأمن العام اللواء فواز المعايطة المتظاهرين في عمان إلى الحفاظ على سلمية التظاهر، مؤكدا وقوع إصابات وحالات اختناق في صفوف الأمن والمتظاهرين جراء التدافع ومحاولة اختراق الطوق الأمني.
كما تجمع مواطنون بمنطقة الدوار الثامن للمطالبة بإصلاحات اقتصادية.
في المحافظات، عادت الاحتجاجات الليلية أمس ونظمت عقب صلاة التراويح لليوم الخامس على التوالي، واغلق محتجون في بعضها طرقا بالاطارات المشتعلة.
وأكدوا استمرارهم بالاحتجاجات حتى سحب مشروع قانون ضريبة الدخل، وتكليف حكومة وطنية وحل مجلس النواب، وتغيير نهج الحكومات.
وأمام مجمع النقابات المهنية في إربد طالب المحتجون بتشكيل حكومة انقاذ وطني من شخصيات وطنية للخروج من الأزمة التي يمر بها الأردن. فيما أكد المعتصمون أن المرحلة الحالية تتطلب تلبية مطالب الشارع بالبحث عن حلول اقتصادية لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة.
كما طالب المعتصمون في اعتصامات نفذت بعدة مناطق بمحافظة إربد بحل مجلس النواب واعداد قانون انتخاب جديد من شأنه وصول أصحاب الكفاءات إلى البرلمان.
وفي عجلون تجمهر عدد من الأشخاص وسط كفرنجة هتفوا بأغان وطنية عبر مكبرات الصوت، ثم اقاموا مهرجانا خطابيا، طالبوا فيه بمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتخفيض الأسعار، مؤكدين رفضهم لقانون الضريبة.
كما تجمهر المئات من ابناء محافظة جرش في ساحة بلدية جرش الكبرى احتجاجا على قانون ضريبة الدخل ورفع الأسعار.
وفي محافظة البلقاء قام مجموعة من الشبان بإغلاق طريق السلط الأغوار/ مثلث الصبيحي، فيما قامت مجموعات أخرى بحملة لتنظيف الشارع العام من بقايا الإطارات المشتعلة، التي احرقت خلال الأيام الماضية، فيما قام آخرون بتوزيع الحلويات ابتهاجا باستقالة الحكومة.
وأكد عدد من الشباب ان استقالة الحكومة خطوة إيجابية في الاستجابة لمطالب الشعب، مشيرين إلى أنهم ينتظرون ما ستقوم به الحكومة الجديدة وخاصة فيما يتعلق بقانون الضريبة.
وفي مادبا تجمهر العشرات أمام مبنى دار المحافظة للمطالبة باالاصلاح السياسي والاقتصادي واعادة النظر بقانون الانتخابات ورحيل مجلس النواب ومحاسبة الفاسدين.
وفي العقبة واصل المئات احتجاجهم في ميدان الشريف حسين بن علي وسط المدينة، مطالبين بتغيير نهج الحكومات والتي ترهق جيوب المواطنين.
وأكد المشاركون في الوقفة رفض تغيير الأشخاص دون وجود اصلاحات سياسية تقود الى حكومات برلمانية منتخبة متعهدين بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق كافة المطالب.
ولم تشهد مدينة معان أي حراك احتجاجي أمس، خشية تحول الاحتجاج السلمي إلى أعمال شغب، قد تستغلها فئة قليلة من بعض الأشخاص للقيام بأعمال تخريبية تسيء وتشوه صورة معان الحضارية، بحسب القائمين على الحراك الاحتجاجي.