للمرة الأولى في الأردن: صحيفة «السبيل» تتحول إلى الكترونية قريباً
تتجه صحيفة «السبيل» اليومية المقربة من جماعة الإخوان المسلمين في الأردن للتحول إلى صحيفة الكترونية، لتكون بذلك قد سجلت أول تحول من نوعه في تاريخ الصحافة الأردنية، حيث سبق أن انهارت صحف مطبوعة وأغلقت أبوابها واختفت تماما، وظهرت صحف الكترونية جديدة، لكنها المرة الأولى التي تتحول فيها صحيفة قائمة من المطبوع إلى المنشور في فضاء الانترنت.
وتأسست جريدة «السبيل» في بداية تسعينيات القرن الماضي كصحيفة أسبوعية، ثم تحولت بعد نحو عقدين من العمل إلى صحيفة يومية، وهي مقربة من جماعة الإخوان المسلمين وكافة تيارات المعارضة في الأردن، لكنها تعاني من أزمة مالية خانقة منذ شهور اضطرتها لتسريح عدد من العاملين فيها على دفعتين وصولاً إلى اتخاذ قرار أخيراً بالتحول إلى الكترونية.
وكانت العديد من الصحف المطبوعة ظهرت واختفت في الأردن بسبب العوائق التي تواجه الصحافة المطبوعة، لكن هذه الحالة هي الأولى من نوعها التي تتحول فيها الصحيفة المطبوعة إلى الكترونية لتظل على قيد الحياة.
وسبق أن أغلقت إحدى أشهر وأكبر الصحف اليومية في الأردن وهي جريدة «العرب اليوم» واختفت بشكل كامل بعد أن سرحت كافة العاملين فيها، كما اضطرت مؤخراً جريدة «الديار» اليومية للإغلاق بشكل كامل، فيما تعاني باقي الصحف المطبوعة من أزمات مختلفة ومتباينة.
ونشر رئيس تحرير «السبيل» عاطف الجولاني مقالا تحت عنوان (لا نقول وداعاً) أعلن فيه أن الجريدة سرحت عدداً من العاملين فيها وأنها ستتحول اعتباراً من بداية العام 2019 إلى الكترونية مع صدور عدد ورقي مطبوع مرة واحدة في الأسبوع.
وقال مصدر مطلع في الصحيفة لــ»القدس العربي» إن العدد المطبوع الذي سيصدر بين الحين والآخر اعتباراً من العام المقبل سببه الترخيص الحكومي ليس أكثر، مشيراً إلى أن «التوقف الكامل عن الطباعة يعني أن الموقع الالكتروني للجريدة سوف يحتاج إلى ترخيص جديد ومستقل، وما دام ثمة مطبوع فهذا يعني أن الموقع يتبع لمطبوعة مرخصة سلفاً ولا يحتاج لأي إجراءات إدارية أو حكومية جديدة».
وقال الجولاني في مقاله إن «الصحيفة الورقية ستواصل الصدور بصورة يومية حتى نهاية العام، والصدور مؤقتا بشكل أسبوعي بداية العام المقبل 2019 أما الموقع الإلكتروني فيستمر كالمعتاد دون تغيير لا في الوقت الراهن ولا نهاية العام».
وأضاف: «هي عملية تكيّف اضطرارية مع معطيات اقتصادية صعبة يعاني تداعياتها كثير من المؤسسات الوطنية، وفي المقدمة منها الصحف الورقية».
وكشف الجولاني أن الجريدة «اضطرت قبل شهرين لحملة تقليصات مؤلمة شملت عدداً من الموظفين والمتعاونين، وكلهم أحبّة أعزاء. وفي الأسبوع الأخير، اضطرت ضمن عملية تكيف قسرية لحملة تقليصات أكثر وجعاً وإيلاماً، غادرنا بموجبها كوكبة مميزة من الزملاء الصحافيين والزميلات الصحافيات».
القدس العربي