مونديال روسيا : الحلم العربي يتبخر .. والجماهير تتحسّر !
تبخرت أحلام وطموحات المنتخبات العربية في مونديال روسيا 2018، بعدما تعرضت منتخبات مصر والمغرب والسعودية للخسارة الثانية على التوالي، لتبقى لقاءاتهم الأخيرة ، للذكرى ومجرد تحصيل حاصل.
وازدات الحسرة في قلوب الجماهير العربية، التي كانت تنتظر موعد انطلاق المونديال بشغف وشوق جارف، أملاً بأن تنجح منتخباتها في تحقيق ما لم يتحقق، وتمضي نحو ملامسة تطلعات جماهيرها في الدخول بدائرة المنافسة الفعلية.
ولم تستطع المنتخبات العربية حتى الآن من تسجيل هدف “ملعوب” يشفي شيئاً من غليل الجماهير العربية ، فهدف المنتخبين التونسي والمصري تحققا من ضربتي جزاء.
وأصبحت الآمال ضئيلة وربما محصورة بالمنتخب التونسي، عندما يخوضون بعد غد السبت مباراة صعبة وقوية أمام منتخب بلجيكا حيث سيكون الفوز سبيلهم الوحيد للمحافظة على آمالهم في التأهل بعد الخسارة في المباراة الأولى أمام انجلترا 1-2.
ويستعرض موقع الدستور في هذا التقرير الأسباب الحقيقية وراء الاخفاق العربي في مونديال روسيا 2018، بالنقاط التالية.
* التركيز الذهني
عانت المنتخبات العربية من افتقادها للتركيز الذهني، حيث شاهدنا كيف حسمت الدقائق الأخيرة نتائج مبارايتها، وكلفتها الخروج خاسرة في النهاية.
كما أن الأخطاء الدفاعية للاعبين لعبت دوراً مهماً في خروجها، وتلك الأخطاء عائدة في الأصل إلى قلة التركيز الذهني.
وكان يفترض على المدراء الفنيين للمنتخبات العربية تهيئة اللاعبين بشكل أفضل لمونديال روسيا، وبما يعزز من فرصتها على تجنب الخسارة على أقل تقدير.
ولو استثنينا خسارة منتخب السعودية امام روسيا بخماسية دون رد في مباراة الافتتاح، فإن بقية المباريات خسرتها المنتخبات العربية بصعوبة ما يعني أنه كان بالامكان أفضل مما كان، حتى أن خسارة المنتخب المصري أمام روسيا 1-3، كان من الممكن أن تكون على غير هذه النتيجة لو تحلى اللاعبون بشيء من التركيز وبخاصة أن الأداء العام كان جيداً.
** الانكماش الدفاعي
وعانت المنتخبات العربية من حالة الانكماش الدفاعي التي جسدتها في أغلب لقاءاتها في المونديال، وكان هذا على حساب الواجبات الدفاعية.
ولاحظنا بأن عدة منتخبات كان بامكانها أن تتجرأ هجومياً بصورة أفضل وهي تجد نفسها متأخرة بهدف أو اثنين، إلا أن حالة الانكماش الدفاعي بقيت السائدة وذلك عائد لسوء في قراءة المباريات من قبل المدراء الفنيين، الذين كانوا بحاجة لنوع من الجرأة.
*** الثقة بالنفس
كما أن المنتخبات العربية عانت في بعض المباريات من افتقادها للثقة بالنفس، فهي سلمت أمرها واقتنعت مسبقاً بأن مهمتها ستكون صعبة، ليظهر الارتباك على أداء بعض اللاعبين إلى جانب العشوائية ، وهو ما جعل الخصوم تستثمر هذه الحالة في فرض السيطرة أحياناً، وتسجيل الأهداف في أحايين أخرى.
*** غياب المواهب
تعودنا أن تقدم لنا المنتخبات العربية عبر نسخ المونديال السابقة نجوم يتمتعون بالموهبة الفطرية، والقدرة على تسجيل الأهداف من انصاف الفرص، لكن في مونديال روسيا لم نشاهد نجما عربيا “عليه العين” كالمصري محمد صلاح.
ويبدو أن المنتخبات العربية عانت من سوء في انتقاء التشكيلة الرسمية التي أعلنت عنها لخوض المونديال، فهناك كثير من اللاعبين الذين لو تم استدعائهم لربما حققوا ظهوراً أفضل مما حققه المتواجدين حاليا في روسيا.
ونعود للذاكرة المونديالية، ونتذكر العديد من المواهب العربية التي سطع نجمها على امتداد تاريخ كأس العالم، وافتقدنا من يسد مكانها في المونديال الحالي، من أمثال سعيد العويران، ومحمد الدعيع، وصلاح الدين بصير ومصطفى حاجي، والقائمة تطول.