مصطفى الشبول
شاغر وظيفي
شاءت الأقدار أن يجتمع أبو فلاح بزميله السابق بالعمل أبو محمود بعد التقاعد وبعد غياب أربع سنوات عن بعضهم البعض.. حيث كان اللقاء صدفة ودون ميعاد ، وبعد أن أخذوا بعضهم بالأحضان وتبادلا كلمات الترحيب والاشتياق جلسوا في احد المطاعم القريبة ، وبدأ الحديث عن الأيام السابقة والمغامرات والقصص والحكايات التي حدثت معهم أثناء الخدمة … فسأل أبو محمود زميله عن عمله الحالي ..فقال أبو فلاح : أنت بتعرف إنّي زلمه عواجزي وما بقدر اشتغل حتى قعود المحلات والدكاكين مش قدّه ،وجربت (أطقطق) و أتاجر بالسيارات ما وفت معاي بالعكس زادت الطين بله، ولأجل هيك قررت انزل عضو بالمجلس القروي والبلدية عندنا، والحمد لله أنجحت وهيني عضو مثل الليرة الذهب …أبو محمود (وهو مستغرب) قال: طيب أنا خابر انك ما بتفك الخط وقرايتك سكر خفيف ،كيف ماشية الأمور معك ؟ خاصة انه الموضوع في إقرار موازنات ونقاشات وطرح عطاءات واجتماعات ؟ … ضحك أبو فلاح وقال : يا رجل حط بالخرج ، إحنا بنوقع وآخر الشهر بنقضب قروش بدل الجلسات وكل واحد بدار صحابه والشغل ماشي لحاله، يعني مسألة شيخه، هذا عدا عن العزايم والاحترامات بين الناس … والمرة الجاي مفكر أنزل للرئاسة وإذا زبطت الأمور بنزل للنيابة… أبو محمود : والله يا عمي هذا الشغل وألا بلا … رد أبو فلاح : ها طيب وأنت شو اشتغلت بعد التقاعد ؟ … أبو محمود : أني بعد التقاعد أجاني الإلهام وصرت اقرأ على الناس الرقية الشرعية وأخَرّج عليهم ، وتطورت الأمور معي وصرت أعالج للحَبل والإنجاب وفك السحر وبعض الأمراض النفسية مثل الهبل والجنون ..أبو فلاح : بدي أقول لويش مربي لحية ومتعطر بخور ومكحّل عيونك ، طيب ما كنت معانا لا صلاة ولا كوبة وسورة الفاتحة مش حافظها شو اللي قلب الأمور ؟ … أبو محمود: هذا اللي إجاك ..كل السولافة رأس مالها شوية بخور على شوية أعشاب من عند العطار(شيح وقيسوم وعرف الديك ورجل الحمامة…) بالإضافة لقزحه وبزر شومر وما شابه ذلك…ولعلمك مش ملحق شغل كل الناس بتيجي تتعالج عندي ومن كل مكان وخاصة النسوان ، والحمد لله اشتريت أراضي وسيارة فخمة وعمّرت لكل الأولاد وزوجت الاثنين لكبار ، أبو فلاح انبهر بشغل أبو محمود وعجبه وقال : إذا في مجال ابعث ابني لعندك تعلمه هاي الشغله بلكي وظّفنا (زَرّقّنا) واحد من أولادك بالبلدية…