ينال فريحات
“شهادة مجروحة .. برئيس هيئة الأركان”
كتب: ينال فريحات
أعلم أنه سُيقال أني لم أقلها إلا لوجود رابطة الدم والعشيرة، لكني قلت لنفسي: لا يُعقل أن لا اقولها خشيةً من هذا التفسير.
هي شهادة صاحبها ليس بحاجتها، فشخصيته وعمله وانجازه يتحدثوا عنه، ولكل من عرفه وتعامل معه من شمال الأردن إلى جنوبه مروراً بمدنه وقراه وبواديه ومخيماته شهادة اقوى من شهادتي.
محمود عبدالحليم فريحات، تدرج في المؤسسة العسكرية التي تربى في كنفها فمكنته مؤهلاته الشخصية وكاريزمته القيادية من استمرار الارتقاء وصولاً لرتبة فريق ركن لينال ثقة القائد الأعلى للقوات المسلحة بتكليفه برئاسة هيئة الأركان المشتركة.
بيته في جرش كان محجاً للأردنيين بمختلف عشائرهم من الشمال والوسط والجنوب، زيارات على مدار الأسبوع لعرض احتياجات الناس على الباشا، الذي خصص يوم الجمعة من الساعة الثامنة صباحاً إلى موعد الصلاة لاستقبال جموع الزوار والإطلاع على قضاياهم ومشاكلهم ومطالبهم، فيدون المطالب ويتابعها على مدار الأسبوع، ليعود يوم الجمعة ويستقبل المزيد من مطالب الناس، وهكذا على مدار العام.
هذا غير التزام الباشا بمشاركة الناس افراحهم واتراحهم، فتكاد لا تخلو مناسبة اجتماعية من حضوره، وما يتخللها بالمزيد من المطالب للناس الذين يحضروا المناسبات لتأدية الواجب وعلى امل حضور ابو غاصب للقائه وعرض احتياجهم عليه.
ابو غاصب يمتاز بتواضعه الجم والقرب من الناس فهو ابن قرية الجزازة احدى قرى الفريحات في جبال جرش وعجلون ترعرع فيها فعاش حياة المواطن الاردني البسيط بما فيها من قسوة وصعوبة ونقص للعديد من الخدمات ووسائل الراحة والرفاهية ليخرج من ركب هذه المعاناة مُصراً على بناء نفسه ومواصلة تعليمه ثم تحقيق حلم الانتساب للقوات المسلحة التي صقلت شخصيته وابرزت قوته وهيبته ليصبح يتحلى بصفات القائد الفذ ففرض نفسه بكفائته لا بواسطاته ليصل إلى ما وصل إليه الآن.
بتوصيات ملكية قام محمود باشا بالعمل على اعادة هيكلة القوات المسلحة، بعدما وصلت لمرحلة من التضخم غير المنتج على مدار السنوات الماضية ليستلم ابو غاصب باشا تركه ليست بالهينة بعد مدة طويلة من التراخي والهدر بالمخصصات.
لكن من المؤسف القول ان البعض حاول التلميح بأن القرارت المؤخرة بإحالة بعض الضباط للتقاعد والتي جاءت ضمن استحقاق اعادة الهيكلة كانت منحازة جغرافياً فاستهدفت ضباطاً من مناطق بعينها دوناً عن غيرها.
كما انزعج البعض الآخر من الذين حُرموا بناءً على اعادة الهيكلة من استمرار استغلالهم لمواقعهم لتحقيق مصالح وامتيازات شخصية على حساب مصلحة الجيش وموازنته وحق الوطن وماله.
الأمر الذي ادى لاجتماع مصالح هؤلاء ‘البعض’ لمحاولة نبش ملفات قديمة مثبت انها تعود للعهود السابقة في محاولة حاقدة لإلصاقها بظهر محمود باشا، وكيل الاتهامات له بالإنحياز تارةً وبالفساد تارةً اخرى!!
وكما يُقال ‘حارتنا ضيقه وكلنا منعرف بعض’ فابو غاصب يشهد له البعيد قبل القريب بالنزاهة والأمانة وحب الوطن بكل ذرة من ترابه دون تميز لعشائر دون غيرها او محافظات دون اخواتها، وهذا ديدن العسكر من ابناء قواتنا المسلحة وديدن كل الأردنيين الشرفاء، فكلنا في هذا الوطن ابناء عمومة وانسباء، لكن السؤال لماذا الآن تُصدر البيانات وتخرج المعلومات؟! وهل يظن هؤلاء ‘البعض’ انه سيغيب عن الرأي العام والمعنيين الربط بين توقيت ظهور البيانات والقرارات المتخذة بحقهم ضمن استحقاق اعادة الهيكلة؟!
اخيراً تبقى قواتنا المسلحة المؤسسة التي يُجمع الشعب الاردني على حبها وعلى الثقة بها فهي حصن الوطن وعنوان صموده ومن ابرز اسباب امنه واستقراره، لا مصلحة لدينا بالتشكيك فيها او بقيادتها الحالية، واقولها بكل امانة وموضوعية كم نحن بحاجة لمسؤولين بمختلف المجالات من نفس بيئة ابو غاصب الأردنية الاصيلة المحافِظة، وفي هذه الاوقات العصيبة التي نمر بها في المنطقة علينا الالتفاف جميعنا لنقف بصف واحد مع وطننا وجيشنا ودعم المخلصين من ابناءه دون الإلتفات لمن يهوى الإصطياد في الماء العكر.