واشنطن تكثف جهودها لإنهاء الأزمة الخليجية … والدوحة تبحث تحويل «العديد» قاعدة دائمة
في ثالث أيام زيارته الرسمية لبريطانيا، التقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأجرت معه محادثات ثنائية، واستضافته على غداء عمل، أمس الثلاثاء.
وبحث كل من الشيخ تميم وماي، خلال هذه الزيارة موضوعات متنوعة تشمل الأمن والدفاع والرعاية الصحية والثقافة وتعزيز علاقات الاستثمار.
ووقع الطرفان مجموعة من اتفاقات التعاون بين البلدين من بينها تشكيل سرب جديد مشترك بين سلاح الجو البريطاني وسلاح الجو القطري يساهم في توفير الحماية الأمنية أثناء احتضان قطر كأس العالم عام 2022. كما وقع الطرفان على خطاب نوايا للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وأعربت رئيسة الوزراء البريطانية، عن أهمية العلاقة الاستراتيجية مع قطر، ورغبة بلادها في استعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي في أقرب فرصة ممكنة.
وأضاف بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية، أن المباحثات تناولت تطور العلاقة المشتركة والتعاون الدفاعي والأمني إضافة إلى الاستقرار الإقليمي، وأن الطرفين اتفقا على أن العلاقات الثنائية في مجال الدفاع والأمن قوية ومتنامية.
وفي السياق، اتضح أن وقفة احتجاج مناهضة لأمير قطر كانت مفبركة ومدفوعة الأجر.
أعلنت وكالة «إكسترا بيبول» البريطانية لتنسيق العروض الفنية والترفيهية أن شركة «نبتيون للعلاقات العامة» تواصلت معها من أجل توفير خمسمئة شخص، للمشاركة في وقفة احتجاجية مدفوعة الأجر أمام مقر ماي بالتزامن مع لقائها مع أمير دولة قطر.
وقالت الوكالة في بيان إنها انسحبت من الاتفاق مع الشركة وقررت عدم المشاركة في الأمر بعد أن تكشفت لها الطبيعة السياسية للمهمة.
واعترفت الشركة بقيام أحد موظفيها بإرسال العرض عبر البريد الإلكتروني لقاعدة من المتعاملين معها من أجل المشاركة في الوقفة الاحتجاجية المزمعة، وقالت إنه تمت معاقبة المسؤول عن ذلك.
واتهم دبلوماسي قطري خصوم البلاد الإقليميين، الذين وضعوها تحت الحصار منذ العام الماضي، بالوقوف وراء العملية.
وقال إن «لدول الحصار تاريخا طويلا في استخدام المتظاهرين مدفوعي الأجر لمحاولة تشويه سمعة أولئك الذين لا يتفقون مع آرائهم، وعلى الرغم من محاولاتهم الأخيرة لنشر الأكاذيب حول قطر، فقد عززت زيارة سمو الأمير الشراكة التاريخية والاستراتيجية بين قطر والمملكة المتحدة».
وبدأ أمير قطر، الأحد، زيارة رسمية إلى العاصمة البريطانية لندن، والتقى خلالها، أمس الثلاثاء، رئيسة الوزراء، لتوطيد علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، كما بحث الطرفان عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
في الموازاة، أكد القائم بالاعمال الاميركي في الدوحة راين كليها الثلاثاء أن واشنطن ستكثّف جهودها خلال الأشهر المقبلة لضمان انهاء الأزمة في الخليج، خلال قمة خليجية – أميركية تعقد قبل نهاية العام.
وقال في مؤتمر صحافي في الدوحة «نريد أن نصل إلى قمة يحضرها جميع قادة الدول (الخليج)»، مضيفا «ربما يكون ذلك في أيلول/سبتمبر أو تشرين الأول/اكتوبر».
وأضاف «سيكون هناك عمل مكثّف من قبلنا مع كل بلد مشارك لايجاد زخم، من أجل أن نحقق نجاحا كبيرا في القمة».
إلى ذلك، أعلنت الدوحة، أنها تبحث مع الولايات المتحدة تحويل قاعدة «العديد» الجوية، الاكبر أميركيا في المنطقة، إلى قاعدة دائمة في الامارة الغنية، حسب ما أفادت وكالة الانباء القطرية الرسمية.
وقالت الوكالة إن قطر تعمل حالياً «مع حليفها الاستراتيجي الأميركي، على رسم خارطة الطريق لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين ما يشمل ضم قاعدة العديد الجوية لقائمة القواعد العسكرية الدائمة التابعة للولايات المتحدة».
كما أعلنت اطلاق مشروع جديد لتوسيع القاعدة يقوم على بناء «ثكنات سكنية ومبان خدمية لدعم المساعي الأمنية المشتركة، بالإضافة إلى رفع جودة حياة القوات المقيمة في القاعدة الجوية».
وبينت إن هذه الخطوة تاتي «لتؤكد على التزام دولة قطر بتعميق العلاقات العسكرية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة».