لاميرنا زيد بن رعد نرفع القبعات
د. عاكف الزعبي
زيد بن رعد أمير اردني هاشمي جده الاقرب زيد ابن الحسين اصغر ابناء شريف مكة الحسين ابن علي . وهو اليوم علم من اعلام الدبلوماسية الدولية بعد ان جمع فضيلة الخلق ورفعة العلم وكاريزما الحضور ليضيفها إلى عراقة اجتماعية وسياسية تعود الى ما يزيد على 1500 سنه .
خدم سموه بلده الاردن سفيراً ثم دبلوماسياً رفيع المستوى في بعثتنا في الامم المتحده ورئيساً لها . كفاءته وحضوره اللذان يليقان بما يناله الاردن من احترام دولي كانا وراء إختياره مفوضاً سامياً لحقوق الانسان كواحد من ارفع مناصب الهيئة الدوليه .
اليوم بعد اربع سنوات هي مدة ولاية سموه الأولى كمفوض سام للامم المتحدة يؤثر سموه الانسحاب بهدؤ من الترشح لولاية ثانيه بعد ان وصلته رسائل الغضب سراً وعلناً من معظم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن احتجاجاً على مواقفه المبدئية ولهجته الحازمه في مواجهة انتهاكات حقوق الانسان كائناً من كانت الدولة التي ترتكبها وادانته لها. ادانها في غزه وكل فلسطين وفي ليبيا وفي سوريا وفي اليمن وفي مينامار .
لمجلس الامن الدولي معاييره الخاصة لحقوق الانسان تقررها مصالح ومواقف الدول الدائمة العضوية فيه كلٌ منها منفرده . مالا يوافق معايير اي دولة عضو تشهر في وجهه حق النقض (الفيتو) . وهو ما يضع الدول دائمة العضوية في المجلس خارج نطاق النقد أو المساءله .
من المؤسف ان يُعهد لدول العضوية الدائمة في مجلس الامن برعاية حقوق الانسان ومن بينها اكثر الدول انتهاكاً لحقوق الانسان او تشجيعاً للانتهاكات او تغاضياً عنها . ومن مهازل القدر ان تتنطع امريكا بما اتاحه لها جبروتها العسكري والاقتصادي لاصدار تقرير سنوي عن حقوق الانسان يتماشى مع مصالحها ، ولاعطاء الحق للكونغرس فيها سلطة اصدار قوانين لمعاقبة الدول التي تعارض مصالحها وسياساتها تأسيساً على ذلك .
رمزية حقوق الانسان تليق بالاردن وهو أول من يستحقها في الدول الناميه . وإما سمو الامير زيد فكأنما ريادة حقوق الانسان قد وجدت لامثاله وهو صاحب الموقف الحق والضمير الحي والثقافة الانسانية المستنيره .
لاميرنا زيد ننحني ونرفع القبعات ، ومعنا كل دول وشعوب الارض التي وقف مدافعاً عن حقوقها انسجاماً مع مبادئه وانتسابه العائلي العريق ومواقف بلده الاردن .