ماجد عبد العزيز غانم
يبدو اننا في زمان غير الزمان وفي مكان غير المكان ، فالموضوع الذي أكتب عنه اليوم مؤلم جدا ، مؤلم بحجم آلام وطن بأكمله رغم أن الأصل فيه أن يكون موضوعا للخير والحب والتآلف الذي نشأنا عليه لكن إدارة الجامعة الهاشمية تأبى الا ان تبقيه مؤلما ليس لصاحبه فقط بل للآلاف من طلبتها ولكل من يطلع عليه .
الموضوع يتعلق بالدكتورة آلاء القدومي المدرسة في كلية العلوم بالجامعة الهاشمية والمتخصصة بالرياضيات ، فهذه الدكتورة أو الإنسانة كما يصفها غالبية طلابها ما زالت في ريعان الشباب لكن المرض أنهك جسدها وباتت تنتظر قضاء الله ، عانت الدكتورة منذ سنوات من عدة امراض مزمنة تطورت حتى وصلت الى مرحلة تليف في الكبد وهي في مراحله الأخيرة وأعراضه القاسية عليها من نزيف في اللثة إلى نزيف في دوالي المريء إلى هشاشة العظام واحتباس السوائل في الجسم وهبوط حاد في الدم والوزن .
كل ما ذكرته سابقا لم يشفع لهذه الدكتورة الانسانة لدى ادارة الجامعة الهاشمية لمتابعة علاجها ، بل وصل الأمر الى حد منع الطلبة من القيام بمبادرة لجمع التبرعات لعلاج معلمتهم بحجة ان قانون الجامعة لا يسمح بجمع التبرعات داخل حرم الجامعة الا من خلال مبادرة دينار الطالب ، والتي يصر الكثير من الطلبة ومن خلال تواصلي مع الكثير منهم على أن هذه المبادرة ايضا غير مفعلة حتى تجاه الطلاب المحتاجين كما يجب .
ما آلمني أكثر هو آخر ثلاثة منشورات للجامعة على صفحتها الرسمية على فيسبوك والتي تتعلق بمواضيع عامة تخص الجامعة والطلبة ، حيث كانت تعليقات الطلاب عليها بالآلاف وكلها كانت تحت عنوان واحد الا وهو :
(#عالجوا_من_علَّمنا_حرفاً_ونحن_معكم#د_الاء_القدومي.
المؤلم فيها أنني لم أقرأ ردا واحدا من ادارة الجامعة على هذه التعليقات وكأن أمر مرض أو علاج احد كوادر التدريس فيها لا يعنيها أو قد يفسر من قبل البعض أنها تقف على الحياد ! رغم أنني اعتقد جازما ان هذا الامر واجب عليها ، وهذا الموقف لا يمكن بأي حال من الاحوال اعتباره حيادا من قبل ادارة الجامعة ، بل للأسف هي تقف موقفا سلبيا تجاه احد اعضاء هيئة تدريسها وتجاه طلابها بل وأمام الله ايضا فهذا أمر إنساني بالأساس .
امر آخر يجب أن أتطرق اليه ، كثيرا ما كنا نقرأ عن ذهاب العديد من المسؤولين في بلدنا للعلاج في الخارج ، وكانت رحلات علاجهم تكلف الدولة مبالغ طائلة ، علما أن علاج بعضهم متوفر داخل الاردن ومجانا ايضا ! أتساءل اليست الجامعة الهاشمية جامعة حكومية رسمية ! اليست الدكتورة آلاء دكتورة عاملة في الجامعة ! ألا يتوجب على الدولة التكفل بعلاجها ! أم أنها من طينة غير طينة المسؤولين الذين ذهبوا للعلاج بالخارج !
مؤلم حالك يا وطني ، لكن عزائي الوحيد هو حجم الحب والانسانية التي وجدتها لدى آلاف الطلبة في الجامعة الهاشمية تجاه معلمتهم وكم أتمنى على ادارة الجامعة الاستجابة لرجاء طلابها والسماح لهم بالتبرع لعلاج معلمتهم والذي لن يؤثر على جيوبهم ولا على ميزانية الجامعة ، فحسب قول احد الطلاب ( لو تبرع كل طالب بدينارين لكان هذا المبلغ كافيا لإجراء العملية اللازمة للدكتورة آلاء ) .
اكرر رجائي الحار لإدارة الجامعة الهاشمية بمتابعة علاج الدكتورة آلاء القدومي او السماح للطلبة على الاقل بتنفيذ مبادرتهم والتبرع لعلاج معلمتهم كما ذكرت سابقا ، أما بخصوص قانون منع التبرع داخل حرم الجامعة فليوضع جانبا لفترة قد تكون هي آخر أمل لحياة انسانة عملت معكم ولا تزال ، فهي في حال لا يسر عدوا ولا صديق ، ولا تنتظروا يوما لا أمل بعده ، وليكن لجامعتكم (( الهاشمية )) نصيب من اسمها .
لن أنسى أن اقدم لطلبة الجامعة الهاشمية كل مشاعر الحب والتقدير والاحترام والتي اعتقد انها لن توفيهم حقهم فما شاهدته من حب واحترام وتقدير منهم لمعلمتهم لا يمكن وصفه او تقديره بأي ثمن ، وكلي أمل ورجاء بأن يجد حديثي وحديث هؤلاء الطلبة صدى لدى أي مسئول في الجامعة الهاشمية أو في الحكومة الاردنية فقد يكون أخر أمل لإنقاذ حياة الدكتورة آلاء القدومي .