اسعد العزوني
أورد الله جل في علاه في كتابه العزيز دليلا واضحا على عزمه وقدرته الفائقة في حسم الأمور التي تتعلق بسيادته على مقدساته وحمايته لها ،وسحق كل من يحاول المساس بها ،وضرب لنا مثلا أبرهة الأشرم الذي قاد جيشا عرمرما ،إنطلق من اليمن بإتجاه الحجاز لتدمير الكعبة وتعطيل التقرب من الله فيها بغض النظر عن الطريقة آنذاك .
وقال في كتابه العزيزفي سورة الفيل ،بعد بسم الله الرحمن الرحيم” ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل …ألم يجعل كيدهم في تضليل ..وأرسل عليهم طيرا أبابيل…ترميهم بحجارة من سجيل..فجعلهم كعصف مأكول” صدق الله العظيم،وبين الله في هذه السورة كيف سحق الله أبرهة الأشرف وجنوده وفيله،وأرسل الله مع كل طيرأبابيل ثلاثة حجارة
معلقة بقدميه ورابع في منقاره،وهي حجارة من سجيل تتكون من طين وحجر.
ورد ذكر أبابيل في القرآن الكريم مرة واحدة،ولم تتكرر ،لكن دولة قطر الشقيقة التي تعرضت لغزو غاشم من قبل عصابة “الأشقياء”الأربعة عام 2017،أعادت إلى الأذهان طير الأبابيل، ليس لتحمي نفسها ومقدراتها وشعبها وسيادتها من مغبة شقاء الأشقياء فحسب ،بل لسحقهم وإحراقهم في حال إستمروا في غيّهم،ولم يتعظوا من محاولاتهم السابقة لإلحاق الأذى بدولة قطر.
تكمن قصة “أبابيل قطر” عندما سافر سعادة رئيس مجلس الوزراء /وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري د.خالد بن محمد العطية ،إلى أمريكا وزار مصنع شركة بوينج الأمريكية ،لتدشين مشروع خط الإنتاج لطائرات “إف 15″أبابيل قطر لإنتاج 36 طائرة بقيمة 12 مليار دولار لصالح قطر،بهدف تحديث وتطوير قدرات قوات سلاح الجو الأميرية القطرية ،لحماية مقدرات الدولة التي هي محط أطاع الأشقياء الجشعين الطماعين الحاسدين ، الذين فرضوا عليها حصارا غاشما ـ تمهيدا لغزوها عسكريا والسيطرة على مقدراتها ،لتحجيمها ووقف إنجازاتها وفي المقدمة مونديال قطر 2022،لمدارة عجزهم أمام شعوبهم ،وعدم قدرتهم على مجاراة دولة قطر في الإنجازات والبناء والتطوير.
بداية نقول أن دولة قطر ومنذ تأسيسها أثبتت للعالم انها ليست دولة غزو توسعية ،ولا أطماع لديها في أرض وثروات أي كان،وزادت بأن أطلقت على نفسها لقب”كعبة المضيوم”،ومارست هذا المفهوم قولا وفعلا ،الأمر الذي أغاظ نسخ أبرهة الأشرم الذي حاول هدم الكعبة المشرفة،ففرضوا عليها حصارا غاشما طال الغذاء والدواء ووصل إلى الحرمان من زيارة بيت الله الحرام.
وما لا يعرفه الكثيرون أن كعبة المضيوم قطر إستضافت من السعودية على وجه الخصوص عبد الرحمن بن فيصل آل سعود ومعه إبنه عبد العزيز آل سعود ،وكذلك عبد الله نادر أمير السليل من وادي الدواسر الذي هرب من بطش عبد العزيز،الذي حرق الأخضر قبل اليابس في جزيرة العرب لتمكين حكمه الأسوأ في التاريخ،كما إستضافت الكثير الكثير وأحسنت وفادتهم.
كان فرض الحصار على قطر المبدئي هو إدخال الرعب في نفوس أهلها وإرباك قيادتها ،تمهيدا لغزوها عسكريا وإحتلالها ونهب مقدراتها وتعطيل عجلة تقدمها ووقف إنجازاتها،وكان جيش “التسي تسي” مرابطا في جزيرة الريتويت-البحرين بإنتظار أوامر الرياض للإنقضاض على دولة قطر،ولكن إنتفاضة قطرية شعبية ورسمية جسدت دولة قطر “الصغيرة جدا جدا جدا”،بحجم الدولة العظمى التي يحسب لها ألف حساب وحساب،بحسن تدبير قيادتها الحكيمة مجسدة بصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وفريقه الملتزم وصمود شعبها الأسطوري،إذ قام سموه بنسج تحالفات إستراتيجية مع الأصقاء في اللحظات الأولى ،الأمر الذي أربك الأشقياء الأربعة وأبطل خططهم،وسوّد الله “وجيههم”أمام الجميع.
من يقرأ التاريخ بتمعن يجد أن الشعب القطري مسالم وأخلاقي مع خصومه ،حتى إبان خوض الصراعات المفروضة عليه،بعكس ما يفعله الأشقياء الأربعة مع شعوبهم على الأقل ،وتجاوزوا في خصوماتهم كل حدود المنطق والأخلاق والأدب،وظهر ذلك جليا أيضا في وسائل التواصل الإجتماعي بعد فرض الحصار الغاشم على قطر ،والتي نشهد للقطريين بموجبها بحسن أخلاقهم وأدبهم الجم وعدم تعرضهم لنساء الأشقياء ،ولا أنكر أنني ضحكت إلى حد القهقهة عندما قرأت ان البعض وإبان المعارك مع القطريين ،تنكر بزي النساء وهرب من المعركة لعلمه ان القطريين لا يتعرضون للنساء.
لا أريد التعرض لميزات طائرة أبابيل – قطر وقدراتها الدفاعية والهجومية،ولكنني أكتفي بالقول أن هذه الطائرة التي دخلت في دور التجريب ،وسيتم تسليم الدفعة الأولى منها لقطر بحلول شهر آذار 2021،حسمت الأمر نهائيا وبعثت برسالة غير مشفر ة للأشقياء أن إرعووا وعودوا عن غيّكم،وإلا كان مصيركم مثل مصير أبرهة الأشرم وجيشه وفيله ،فكعبة المضيوم عصية على الأشقياء ومحمية من قبل خالق السموات والأرض ،بعزيمة وهمة قيادتها وشعبها ، وبدعاء فقراء ومهمشي العالم الذين وصلتهم أذرع قطر الخيرية بتوجيهات من الشيخ تميم ،وأطعمتهم وأسقتهم ورسمت الإبتسامة على شفاههم بغض النظر عن الدين والجنسية والعرق واللون،بدون تحميل جمايل ،كما يفعل الآخرون، الذين يتمننون على الشعب الفلسطيني بأنهم قدموا له مساعدات بقيمة نحو 6 مليارات دولار خلال السبعين عاما الماضية.