إخلاص القاضي
أربعون ثانية.. سوت الشواهق بالأرض.. وزلزلت الأرض زلزالها.. فيتمت، وقتلت، وشردت، وحشرت، وفصلت الجنين عن أمه، والأطفال عن عائلاتهم للأبد، وبكت، وهزت مشاعر العالم.. وسببت وجعا لا ينتهي
أربعون ثانية ساوت بين المالك والمستأجر.. فاصبحا بلا مأوى..أو بلا حياة..
أربعون ثانية…ساوت بين الغني والفقير..فلا فقر الأول شفع..ولا غنى الثاني نفع..
أربعون ثانية…كان حكم الله ..وقضي الأمر..
أربعون ثانية…أنتجت ملايين المشردين والمتضررين..وآلاف الضحايا والمرضى..
هل لنا أن نأخذ من وقتنا كل يوم( ٤٠ ثانية) فقط …فقط ..لنشكر الله على أننا لا زلنا على قيد الأمل…؟
هل نفكر بأربعين ثانية..كيف يمكن أن نساعد الآخر حتى قبل أن يطلب، ودون أي كارثة؟
هل نفكر بأربعين ثانية، أننا إذا سامحنا مستأجرا عاجزا عن دفع الإيجار لسبب أو لآخر نكون قد فعلنا الخير كما يجب له أن يكون؟؟
هل نفكر لأربعين ثانية، بالسؤال عن الجار والضعيف والملهوف والمسكين والفقير والمريض والحزين والمكلوم والجائع والوحيد؟
هل نفكر لأربعين ثانية، أن نتواصل، مع أحبابنا، وأصدقائنا، وكل من يهمنا، نتواصل، لو لأربعين ثانية، قبل أن تأتي( ٤٠ ثانية) أخرى قد لا تمنحنا أي ثانية للندم للاعتذار لطلب السماح للعطاء للحب المنزه عن كل المصالح للكلمة الحلوة الصادرة من القلب للقلب..هل نفكر لأربعين ثانية أن الهزة الأرضية ليست ضليعة بالسياسة، فلا تعرف من هم معارضة، ولا من هم مع النظام، ولا تعرف التاريخ، ولكنها ماهرة في تشويه الجغرافيا وحسابات الموت والتشويه والكوارث…
فكروا لأربعين ثانية، كيف لكم أن تعيدوا برمجة حياتكم، لفعل الخير، كل الخير، بكل تفاصيله، فالسباق مع الوقت، أصعب أنواع السباقات..فهو لا يمنحنا الوقت لندرك من هو الفائز الحقيقي على وجه الدقة!!
أربعون مليون شكرا وأكثر لله الذي نجانا، وأربعون مليون رحمة وأكثر على من فارقونا إلى دار الحق..فالموت حق..والله حق .. والحق يقال…والعبرة فيمن أعتبر..!