بلال أبو الهدى
نحن كمسلمين والحمد والشكر لله على هذه النعمة، نؤمن بما جاء في كتاب الله القرآن الكريم حق الإيمان، وعلى يقين وعلم تام بأن ما يحدث من أحداث في هذا العالم منذ الأزل وحتى وقتنا الحاضر وفي المستقبل، موثق في كتاب عند رب الكون (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلَا فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَـٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). ولا نستطيع أن نعترض عليه (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23)). فإذا أردنا أن نجيب السؤال: إلى أين يتجه العالم؟، فعلينا أن نتدبر ما يقوله الله في القرآن الكريم (دليل (كتالوج)) الكون والذي يصلح لكل زمان ومكان (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (الكهف: 54)). علاوة على أن هناك أمور غيبية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)). ولا نستغرب من أن الله فتح على اليهود ومن معهم من الكفار الذين نسوا التوراة والإنجيل أبواب كل شيء من المال والتقدم العلمي والتكنولوجي والقوة بمختلف أنواعها والإقتصاد ومقدرات العالم … الخ وفرحوا بما عندهم وبسيطرتهم على كل ما ذكر وتفاخروا فيما عندهم عن الآخرين من بني آدم وتبجحوا فكان كل ذلك سببا في أن يأخذهم الله بغتة كما حصل مع دولة الكيان في السابع من اكتوبر 2023 وحتى وقتنا الحاضر واوشكوا ان يبلسوا-يفقدوا كل ما عندهم من قدرات وامكانات ومعنويات وهيبة استراتيجيات … الخ (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (الأنعام: 44)). وإذا لم يعتبروا وأصروا على ما هم فيه من عناد فسيقطع الله دابرهم (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الأنعام: 45)). نعم، اليهود يتحكمون في سياسة واقتصاد ومال العالم اجمع وفي قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة عن طريق قادة الدول العظمى وأعوانهم في العالم أجمع ولكن إذا جاء وعد الآخرة سيجمعهم الله جميعا في فلسطين ليتم القضاء عليهم بكل بساطة (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104)). وهذا ما حصل ويحصل منذ عقود من سنين منذ تأسيس كيانهم من عام 1948 حتى وقتنا الحاضر وفي المستقبل. نعم، دب الخلاف بين فئات منهم ولكن الحكم بينهم سيكون من قبل رب هذا الكون في الآخرة (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ ۖ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (الجاثية: 16 و 17)). وكما قال رسول الله ﷺ في الحديث القدسي: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود، متفق عليه. وكما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: سيبقى اليهود “معكننين” علينا حتى يوم الساعة. فلا حول ولا قوة إلا بالله، أمر الله، لا إعتراض عليه.