
ايهاب سلامة
عشت في فلسطين لثلاث سنوات متتاليات في تسعينيات القرن الماضي..
والله الذي لا اله الا هو، ان الشعب الفلسطيني هناك ليعشق الاردن عشقاً يوازي عشقه لفلسطين، ويعشق الشعب الاردني كما لم يكن يوماً بين شعبين.. فهما، رغم هذا النهر الفاصل بين رئتين، شاء من شاء، شعب واحد..
ووالله، ان الفلسطيني ليفتخر بالاردني، وعشائره الضاربة في فخار التاريخ جذورها كابرا عن كابر.. وان كنت رجلا فاذكر الاردنيين بسوء بينهم ويا ويل أمك..
على الصعيد الشخصي، اعترف انني كنت في فلسطين، لكني تركت قلبي هنا في عمان، حيث مسقطه، وهواه، وتعلقه الذي سيظل حتى اخر نفس في صدري..
لا يمكن لعاقل او جاهل، ان يزايد على مواقف الاردنيين تجاه فلسطين، وكيف؟ والاردني فلسطيني الهوى والقضية، والفلسطيني اردني لو لاح خطب، ويفتديه بنبض قلبه..
مرد مداخلتي الطويلة، التي يعلم الله صدقي بكل حرف فيها، ان قلة قليلة تنساق كلما اشتعلت حرب غربي النهر، او تفجرت الاوضاع في القدس وغزة، خلف منشورات تحاول شك اسافينها، بتواقيت مشبوهة، ومقصودة، وممنهجة، وليست بطبيعة الحال بريئة أبدا..
ما استطيع تأكيده من خلال عملي لفترة طويلة في الاعلام، وتخصصي في الاعلام الالكتروني منذ نشاته، ان وحدات التضليل الاعلامي الـ$هيونية، تزرع عشرات الاف الاسماء الوهمية، مكناة باسماء عوائل وعشائر من طرفي النهر، يمكنك رصدها بسهولة في تعليقات مباريات كرة القدم على مواقع التواصل، وتعليقات ومنشورات اخرى تستهدف ضرب العلاقة التاريخية بين الاردني والفلسطيني، خصوصا في مثل هذه التواقيت، خلال انتهاكات الاحتـ.. لال وعدوانه على القدس والمدن الفلسطينية، محاولين حرف البوصلة، وصرف النظر عن جرائمهم باشغال هذا مع ذاك، وخسؤوا طبعا.. لكن: من المؤكد ان هذا الامر يتطلب وعيا بالغا، وعدم الانجرار وراء الذباب الالكتروني ال$هيوني، والانسياق خلف مصائده، ولا حتى التعليق والتعقيب عليها..
حتى ان كان احد الشواذ من ابناء جلدتنا، له راي شاذ مثله، دعوه وقرفه وحدهما، واهملوا ما لا يستحق الرد، لانه لا ولم توجد علاقة عبر التاريخ كله، كما وجدت علاقة بين الاردني والفلسطيني ابدا، تلك هي الحقيقة غير القابلة للدحض والتشكيك قيد حرف واحد، ودونها، لا يستحق الرد والمجاراة ابدا..
الله من وراء القصد..