الأب عماد الطوال
العالم يتغير، ومع ذلك، نجد أن بعض المؤسسات التربوية لا زالت تستخدم مناهج تقليدية قد عفا عليها الزمن، ففي ظل هذه التغيرات الجذرية التي تحيط بنا، هل نتفهم كيف يتعلم الطلاب في بيئة قائمة على التكنولوجيا، وجهاً لوجه مع الكمبيوتر أو الهاتف المحمول؟ هل يمكننا تقدير التغييرات المحتملة في إدراك الطلاب وأسلوب التعلم والسلوك والمواقف والقيم والعلاقات الاجتماعية تحت تأثير الأجهزة الإلكترونية؟ من المؤكد أن التفاعل المباشر بين الطلاب ومعلميهم يقدم أمثلة قيمة وتجارب مفيدة للطلاب ولحظات مُرضية للمعلمين، لذلك كان يتعين على المؤسسات التعليمية، مثل المدارس والجامعات، أن تتطور وتتكيف لتحقيق مهمتها الأساسية، العمل على تعزيز إبداع طلابنا، وتطوير المهارات التي ستكون ضرورية وأساسية في عالم يواجه تغيرات تكنولوجية وثقافية واقتصادية سريعة.
فالتعليم لا ينبغي أن يكون شاملاً ومستداماً فحسب، بل يجب أن يتطور باستمرار لمواجهة تحديات عالم العولمة سريع التغير، بحيث يكون هذا التطور منهجياً لضمان الإعداد الجيد لجميع الطلاب للحياة وللعمل، لكن للأسف نجد أن الوتيرة الفعلية للابتكارات التعليمية وتنفيذها كانت بطيئة للغاية كما يتضح من نتائج التعلم لكل من طلاب المدارس والجامعات، والتي تُعد بعيدة عن ما هو مطلوب في عالم اليوم، فلم تكن هذه النتائج مُرضية، سواء أكان للطلاب أم للآباء أم للتربويين أو للمجتمع ككل، في الواقع لم نشهد تحسينات ملحوظة في إنجازات طلاب المدارس أو الجامعات حتى يومنا هذا، فكيف نوجه الطلاب إلى المعرفة الصحيحة التي يحتاجون إلى تعلمها؟ قد يكون لدينا فكرة تجريبية وبعض الحدس، لكننا ما زلنا نفتقر إلى أي رؤى أساسية.
يقول ثيودور ليفيت “الإبداع هو التفكير في أشياء جديدة أما الابتكار فهو القيام بأشياء جديدة” لقد أصبحت الحاجة ماسة إلى الابتكار في التعليم، علينا أن نجعل طلابنا يفكرون ويطرحون الأسئلة، نحن بحاجة إلى إثارة فضولهم وإيجاد طرق لإبقائهم منخرطين ومتحمسين للتعلم، علينا إنشاء مكان آمن لهم لارتكاب الأخطاء والمجازفة، فالابتكار يعني التغيير، يعني القيام بما هو أفضل لجميع الطلاب، فطلابنا بحاجة إلى أكثر من المهارات اللازمة لاجتياز التقييمات، بحاجة أن نمنحهم الأدوات التي ستجعلهم منتجين في حياتهم المهنية في المستقبل، وهذا يتطلب المرونة من المعلم كما يتطلب المرونة في المناهج.
يتعلق الابتكار في التعليم بأكثر من مجرد التكنولوجيا، إنه يتعلق بكيفية استخدام التكنولوجيا والقيام بالأشياء بطريقة جديدة لتمكين الطلاب من أن يصبحوا متعلمين مدى الحياة، فهو يشجع كل من المعلمين والطلاب على استكشاف جميع الأدوات والبحث عنها واستخدامها لاكتشاف شيء جديد، إنه أفضل طريقة لدفع التعليم إلى الأمام لأنه يجبر الطلاب على استخدام مستوى أعلى من التفكير لحل المشاكل.
يسعى الابتكار في التعليم دائماً إلى الحصول على المعرفة التي ستدعم الأفكار الجديدة والفريدة من نوعها في التقنيات التعليمية التي ستصل إلى الطلاب بطرق أكثر فعالية وإثارة، إنه يخطو خارج الصندوق، ويتحدى أساليبنا واستراتيجياتنا من أجل دعم نجاح جميع الطلاب وكذلك أنفسنا، وقد يكون هذا التحول صغيراً أو إصلاحاً شاملاً، فهو يسمح للخيال بالازدهار وعدم الخوف من تجربة أشياء جديدة، في بعض الأحيان تفشل هذه الأشياء الجديدة ولكنها رائعة عندما تكون ناجحة.