كمال زكارنة
اكمل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة عامه الاول امس،وبدأ العام الثاني للعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني ،حيث اتسعت دائرة العدوان لتصل الضفة الغربية ولبنان واليمن ،وهو مرشح للاتساع اكثر ليشمل دولا اقليمية في المنطقة .
الفصل القادم من العدوان في عامه الثاني يبدو واضحا ،كما يخطط له جنرالات الاحتلال ،تحت مسمى خطة الجنرالات المتمثلة بالتهجير التدريجي لسكان قطاع غزة المليونين وربع المليون نسمة ،تبدأ من مناطق شمال القطاع في المرحلة الاولى .
خطة التهجير الاجباري موضوعة منذ اليوم الاول للعدوان العسكري الاسرائيلي،لكن اصبح جنرالات الاحتلال ينظرون الى هذه الخطة بجدية اكثر ، بعد ان رفض اكثر من 86 بالمئة ،من مستوطني مستوطنات غلاف غزة العودة الى تلك المستوطنات خوفا ورعبا من تكرار اجتياح السابع من اكتوبر 2023،حيث وجهت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضربة استباقية للاحتلال ،وافشلت هجوما وشيكا له في حينه على قطاع غزة للقضاء على المقاومة .
خطة التهجير المعدة حاليا لسكان شمال قطاع غزة ،تشمل تفريغ الشمال من سكانه بالقوة ،وبناء مستوطنات جديدة فيه ومواقع عسكرية وامنية ،بهدف اقناع المستوطنين بالعودة الى مستوطنات الغلاف ،وان الامن متوفر ولا توجد مخاطر تهدد حياتهم .
اذا نجحت هذه الخطة وهذا بعيد المنال،سوف ينتقل الجنرالات الى تطبيق نفس السيناريو في وسط وجنوب القطاع ،لكن الجنرالات يعرفون جيدا ان المقاومة لا تزال بقوتها وفعلها العسكري المقاوم يتجدد بشكل دائم،وان احتلال شمال القطاع او اي جزء من قطاع غزة يعني استمرار حرب استنزاف طويلة لا تنتهي الا بانتهاء الاحتلال الاسرائيلي للقطاع.
الجنرالات اعدوا خطة التهجير والمقاومة وضعت خطة الاستنزاف،لافشال الخطة الاحتلالية ومنع التهجير القسري للشعب الفلسطيني .
من الواضح ان الكيان تورط في حربين لا يمكنه الخروج منهما منتصرا،يخوضهما ضد اشرس واقوى مقاومة في المنطقة .
عسكريا لم يستطع الكيان حتى الان تحقيق اي هدف او منجز عسكري على الارض ،خاصة في قطاع غزة ،رغم مشاركة امريكا المباشرة في العدوان الاسرائيلي ومساندة دول اوروبية رئيسية للعدوان ،تكنلوجيا والكترونيا وامنيا ولوجستيا ،وفي جميع المجالات .
الكيان بمساعدة امريكية يبحث عن انجاز عسكري ،من خلال محاولة فرض شروط سياسية وامنية على الجبهتين الجنوبية والشمالية ،والدور الامريكي المنحاز بالمطلق للكيان ،يقف حارسا بكل قواته العسكرية البحرية والجوية والبرية في المنطقة ،لردع اية جهة تهاجم الاحتلال.
نجاح خطة التهجير في قطاع غزة ،يمهد لانتقالها الى الضفة الغربية ،واذا حدث ذلك، فان الخطة القادمة هي التوسع الجغرافي للكيان والنقل السكاني للشعب الفلسطيني ،وهذه مخططات المشروع الاحتلالي في منطقتنا العربية ،التي يعلنها ويتحدث عنها قادة الكيان في مناسبات كثيرة دون تحفظ.