رزان جعفر المومني
اتسم المجتمع الأردني منذ آلاف السنين بتركيبته نصف البدوية نصف الفلاحية بمجموعة من الخواص والأنماط والعادات والتقاليد ممثلة بالمأكولات الشعبية, الزي التراثي الفلكلور الشعبي الإرث الثقافي والحضاري, وإن أهم ما يشرح خلاصة هذه التركيبة التي صمدت في وجه كل الحضارات المتعاقبة لسنوات طوال على هذه الأرض هي المزج بين منتجات القمح والحليب والتي ساعدت المجتمع على البقاء والاستمرار وبناء الحضارات, ومن منتجات القمح الطحين, الفريكة, الجريش, والبرغل, وأما الحليب بتخزين الفائض منه بطرق ابتكرها الفلاح الاردني وأهمها, الجميد, اللبنه, اللبن الرايب والجبنة.
وبرزت عدد من المأكولات الشعبية التي مزجت بين هذين المكونين والتي اصبحت فيما بعد ذات رمزية ومدلوليه تميز مائدة الاطباق الأردنية, من أهمها الرشوف والذي كان الطبق شبه اليومي في الأردن قديما, والذي يتكون من مريس الجميد وجريش القمح والعدس والبصل والسمن البلدي.
ويرى الكثير من الأردنيين في الرشوف برمزيته التاريخية وعراقته واصالته هوية وطن وإرث الأجداد الذي لا ينضب وشاهد على عبقرية فذه استطاع من خلالها الفلاح والبدوي الأردني البقاء والاستمرار وتشكيل الحضارات والمجتمعات عن طريق تامين مستلزماته التي ساعدته على البقاء والاستفاده منها بنفسه .
إن الحفاظ على المكونات الثقافية والتراثية الشعبية الأردنية ونقلها للأجيال وتعريفهم بها يبقيهم على صلة وثيقة بماضي اجدادهم ويشعرهم بتفرد هويتهم الاردنية وتميزها واصالتها ويجعلهم حريصين على تخليدها والحفاظ عليها وحمايتها