خالد طوالبة
في ذكرى مئوية الدولة الأردنية
رجالات الأردن المنسيين-الشيخ هشال الطوالبة (قائم مقام ذيبان)
خلال مرحلة ادارة منطقة بلاد الشام وابان المرحلة الفيصلية, استعان الهاشميون بثلاثة شخصيات وازنة من رجالات شرق الأردن لإدارة أهم مفاصل المنطقة.
في الكرك تم تعيين الشيخ ارفيفان المجالي مديرا للأمن الخارجي والشيخ حسين الطراونة مديرا للأمن الداخلي.
وتم الاستعانة بالشيخ هشال الطوالبة ليكون على رأس ادارة ناحية ذيبان التي تظهر أهميتها ذات الابعاد الجيوسياسية البارزة في تلك الحقبة.
في حديثنا هنا نخوض في سيرة أحد أهم الشخصيات المثقفة وذات الوزن السياسي البارز الشيخ هشال اسيمر الطوالبة الذي لعب دورا رئيسيا في ثلاث مراحل تاريخية وهي مرحلة الحكم العثماني والمرحلة الفيصلية ومرحلة تأسيس امارة شرق الأردن.
ولد الشيخ هشال الطوالبة في ذيبان عام 1889 حيث نشأ وترعرع وشب في ذيبان ومحيطها ودرس في القدس واسطنبول وكان حافظا لكتاب الله صاحب ذكاء وفراسة ومصلحا لذات البين حيث تعلم كيف ينشأ وينمو ويتربى الفرد تربية إسلامية سليمة.
.
درس الشيخ الطوالبة الاعدادية والثانوية في المدارس القنبرية في القدس واتم دراسته في علوم القرآن والتفسير وأصول الدين في اسطنبول وتتلمذ على أيدي اعرق المشايخ والعلماء في التاريخ الاسلامي.
تم اختياره من قبل السلطات العثمانية ابان حكم السلطان عبدالحميد الثاني كـ (قائم مقام) لناحية ذيبان في العام 1910 وذلك لفراسته وحسن ادارته للأمور ولسيرته العطرة رغم صغر سنه.
وبعد انتهاء الحكم العثماني تم الاستعانة به مجددا خلال المرحلة الفيصلية مديرا لناحية ذيبان في العام 1919 وأيضا تم تجديد الثقة به مديرا لناحية ذيبان في العام 1921 نظرا لأهميتها التاريخية والدور الهام الذي لعبته حتى توفاه الله في 1939.
غاب ذكر الشيخ هشال عن الساحة السياسية الاردنية منذ ذلك الوقت ويعزى ذلك لوفاته مبكرا في اربعينيات عمره وأيضا قلة ذكره في المخطوطات والمراجع االخاصة بتأريخ تأسيس الدولة الأردنية حتى العام 2018 تم ذكره في كتب التاريخ الخاصة بوزارة التربية والتعليم ولم يتم تكريم أحد من ذويه أو أحفاده حتى اللحظة.