العميد الركن المتقاعد حسين محمد غرايبه
الخليج مشغول بايران، وتركيا مشغولة في سوريا، وباكستان مشغوله في الهند، وباقي العالم الاسلامي مشغول بمكافحة الارهاب.
لا وقت لدى المسلمين ، اذا جدول اعماله مزدحم للغاية، لا فرصة لديهم لعمل اي شيء آخر، ليس لديهم الوقت للتفكير في الاقتصاد أو البحث العلمي أو التنمية أو اللحاق بوقت الحضارة.
تركيا التي كانت نموذجا رائعا لسنوات طويلة اصبحت خطرا على الاخرين، كانت تركيا متقدمة في الصناعة والسياحة واليوم باتت مشغولة بمحاربة الاكراد و داعش.
اما باكستان التي خاضت ثلاثة حروب مع الهند و خسرتها جميعا فإن قوى دولية تدفعها لخوض حرب رابعة وأصبحت في صراع مع أفغانستان السنية وإيران الشيعية والهند الهندوسية، هذه الدولة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي يتوقع البعض من إحتمالات سقوطها والغرب وضع خططا للسيطرة على قنابلها النووية، وباكستان التي تأمل المسلمون كثيرا لتكون سندا ودعما لهم على المحيط الفارسي لم تعد سندا ولا دعما بل اصبحت بحاجة الى مساعدة ودعم لتجاوز التحديات الداخلية والخارجية.
هناك معادلة مفزعة في الغرب حول اتهام السعودية وإيران في أحداث 11 سبتمبر ففي الولايات المتحدة فريقا يعمل على اتهام السعودية للحصول على تعويضات، وفريقا يعمل على اتهام إيران للحصول على تعويضات، فالفريق الذي يتهم السعودية يشير الى الامراء والمسؤولين والجمعيات الخيرية والمساجد، والفريق الذي يتهم إيران يشير الى اتهام المرشد الاعلى علي خامنئي ووزير المخابرات السابق، وأصبحت إيران تتهم السعودية والسعودية تتهم ايران والمستفيد الوحيد الولايات المتحدة.
اذا افترضنا ان هناك نظرية مؤامرة فهي بهذا الانشغال و بتوسيع الحرب الاهلية الاسلامية الساخنة والباردة وعدم اعطاء فرصة لالتقاط الانفاس.
الأمة الاسلامية تقف في الجانب الخطأ من التاريخ والمعرفة بداية الصواب.