الدكتور محمد نايف زريقات
( امن اسرائيل لن يتحقق بالاحتلال والاستيطان والاعتقال وبجرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية الآن وبالأمس)
إن ما يحدث في قطاع غزة ومنذ ما يقارب ثلاثة اشهر، يقصف الطيران الاسرائيلي ومدفعيته الضخمة الثقيلة المدن والمناطق السكنية في غزة بأضخم القنابل المدمرة والحارقة، يدمرون ويهدمون البيوت والبنايات والأبراج السكنية على رؤوس الأطفال والنساء وكبار السن، الذي أدى ويؤدي إلى قتل الآلاف وجرح واصابة عشرات الآلاف غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن .
لقد أصبحت أحياء سكنية في مدن قطاع غزة اشباح مدمرة ومهدمة بشكل كامل، بقصد وتعمد وممنهج من قصف الطيران الاسرائيلي الهمجي، ومن القتلى والجرحى منهم تحت الانقاض والركام لا تستطيع فرق الانقاذ والدفاع المدني المتواضعة والقليلة الإمكانيات في غزة من انقاذهم واخراجهم من تحت الهدم والركام، مناظر تقشعر له الأبدان وتتفطر منها القلوب اسا وحزنا والما، صور حية مفجعة للأطفال والنساء وكبار السن العزل الأبرياء، اجسادهم اصبحت اشلاء مقطعة ومشوهة تناثرت وانتشرت هنا وهناك، واختلطت أحزاء اجسادهم مع بعضهم البعض، جرائم حرب وإبادة جماعية بلا انسانية ولا رحمة وبدون التزام بالمواثيق الدولية وحقوق الإنسان .
لقد نقلت وبثت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي صورا حية للإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها اسرائيل ضد المدنيين العزل الأبرياء في قطاع غزة، وتحركت الشعوب في العالم بمظاهرات واحتجاجات تدين وتستنكر جرائم الحرب والإبادة الحماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطنيين العزل، وطالبت وتطالب هذه الشعوب بوقف الحرب والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة .
كما إن منظمات دولية واقليمية ودول كثيرة في العالم نددت واستنكرت جرائم الحرب والإبادة الجماعية من قبل الجيش الإسرائيلي للمواطنيين الفلسطنيين العزل الأبرياء في قطاع غزة، وغالبية القتلى والجرحى أطفال ونساء وكبار سن، وإن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي هو انتقام من المدنيين العزل، لأن المقاومة الفلسطينية تقاتل حرب عصابات وشوارع ومدن، ويصطادون الدبابات والمدرعات والعربات الإسرائيلية ويختفون ما بين الركام والانقاض وفي الأنفاق .
وإن الجيش الإسرائيلي وطيرانه لا يحارب جيشا مقابل جيش، ولا حربا مباشرة مع رجال المقاومة، وإنما حرب ضد المدنيين الفلسطنيين العزل المسالمين المختبئين في بيوتهم من أطفال ونساء وكبار سن، فهي حرب إبادة جماعية ومحرقة اسرائيلية صهيونية نازية للأبرياء العزل الفلسطنيين في قطاع غزة .
وكما إن ما يقوم به الطيران الإسرائيلي في قطاع غزة من تدمير للبنية التحتية، بقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمراكز الصحية والدوائر الحكومية، وقطع المياه والكهرباء عن المدن والتجمعات السكانية في غزة، ومنع ايصال الدواء والوقود، ودخول الغذاء مؤخرا بكميات لا تسد الرمق،تعتبر هذه الممارسات اللا انسانية جرائم حرب أخرى، تؤدي إلى موت وتجويع الأطفال وارهابهم، وإلى موت كثير من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويحتاجون لأدوية وعلاجات ومستلزمات طبية مستعجلة غير متوفرة .
وإن جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي لن تكسر إرادة الشعب الفلسطني، ولن تكسر إرادة المناضلين في غزة وفي الضفة الغربية، بل تزيدهم قوة وإرادة واصرارا على مقارعة العدو المحتل المتغطرس، وتزيدهم تصميما على الاستمرار في النضال حتى يحررون وطنهم المغتصب المسلوب من اسرائيل المحتلة .
فعلى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والدول الديمقراطية اصحاب حقوق الإنسان وحقوق الطفل والحرية والديمقراطية أن تقف مع اصحاب الحق الفلسطنيين المحتلة أرضهم منذ عقود ودول العالم تتفرج على محاصرة اسرائيل للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ودخولهم المدن والقرى الفلسطينية وقتلهم واعتقالهم للفلسطنيين العزل وزجهم في السجون وتعذيبهم، وقتل وعتقال من يتظاهر ويطالب بالحرية والإستقلال في اقامة دولتهم، وأن لا ( ألّا ) يقف مع المحتل الغاصب الجزار اسرائيل ويدعمها بأحدث أنواع الأسلحة المتطورة لقتل المواطنيين الأبرياء الفلسطنيين اطفالا ونساء وكبار سن أصحاب الحق الضحية المحتلة أرضهم منذ عقود، فهذه قلب للحقائق والاصطفاف مع المحتل اسرائيل الجزار .
وعلى الدول الديمقراطية ألّا تشجع اسرائيل على التمادي والعدوان وقتل الفلسطينيين العزل الضحية .
وليعلم العالم والدول الديمقراطية أن الظلم مرتعه وخيم، وأن شعوبا ناصلت وتحررت واستقلت بمليون شهيد، وإن الشعب الفلسطيني لن يقبل بتمرير المخططات الاسرائيلية بتهجير المواطنيين من غزة والضفة، وإن الشعوب العربية ودولها ستخرج عن طورها ولن تقبل بهذه المآمرات العدوانية التوسعية، فكل الدول العربية مستهدفة بأشكال متعددة، وإن مخططات تهجير سكان شمال غزة أو قطاع غزة بكامله لن يوافق عليه أي عربي فهذا خط أحمر والشرارة التي تشعل حربا واسعة في المنطقة التي لا تحمد عقباها .
وإن اسرائيل مهما ملكت من قوات عسكرية وطائرات حديثة، واسلحة متطوة لن تستطيع تنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة، ولن تستطيع فرض الأمر الواقع الذي استمر عدة عقود، ولن تستطيع فرض واقع جديد، فالعالم في تغير مستمر، والإرادة القوية للشعب الفلسطيني ودعم الشعوب العربية له ستزداد المقاومة الفلسطينيةحجما وقوة، وتهدد مضاجع اسرائيل وامنها لحتى يتحقق إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإلّا سيبقى شلال الدم يسيل وينزف، ولا يهدأ بال لاسرائيل ولا أمن ولا استقرار لها .
وإن رجال المقاومة الفلسطينية في غزة هم الذين جذبوا انتباه شعوب العالم ودولها وحكوماتها على ما يقوم به الجيش الاسرائيلي من عدوان وظلم وجرائم حرب وإبادة جماعية والعالم يتفرج، والقضية الفلسطينية منسية منذ عقود، وقرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي معطلت وموضوعة في الأدارج، وممنوع تنفيذ هذه القرارات الدولية المتخذة منذ عقود وممنوع اتخاذ قرارات جديدة ملزمة لاسرائيلي بسبب فيتو يبطل تفعيل وتنفيذ القرارات الدولية .
وإن ما يحدث من محاولات اسرائيلية وبمباركة من بعض دول لتصفية حماس وحركات المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية هي خطوة صعبة وبعيدة المنال، وخطوة خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية وانهائها، وزيادة هيمنة اسرائيل وتوسعها في المنطقة، فالكل مستهدف في المنطقة العربية، وإن التفكير الاسرائيلي الاستباقي من سيدير غزة في المستقبل، وبحثها عن إدارة مسالمة تخدمها، سيجعل اسرائيل أكثر غطرسة وتماديا واعتداء وظلما للشعب الفلسطيني، ولكن إرادة الشعوب وكفاحها لن تقهر ولن تهزم مهما طال الزمن .
ولتدرك الدول والقوى العالمية ألّا سبيل لتحقيق السلام الحقيقي، والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط إلّا بحل الدولتين، بإعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة .
وإن محاولات تخدير الشعوب العربية منذ عقود بطرح مشاريع لحل مشكلة القضية الفلسطينية لإقامة دولة لهم هي كضر الرماد في العيون، لأن اسرائيل رافضة لإقامة دولة فلسطينية فهي تماطل وتسوّف وتخادع العالم، وسبب ذلك أنها تلاقي الدعم اللامتناهي بالتفوف العسكري بالأسلحة والطيران الحديث المتقدم والمتفوق في المنطقة .
وإن تعهد دول للمحافظة على أمن اسرائيل يجب ألّا ( أن لا) يكون على حساب حقوق وحريات الشعب الفلسطيني، وإن الشعب الفلسطيني هو المنتهكة حقوقه وحرياته ومهدد وجوده، وبحاجة للمحافظة على حقوقه وأمنه .
وإن كلمة حق مفتاح حل القضية الفلسطينية تكمن في عدم دعم اسرائيل بالأسلحة والطيران المتفوق، لكي ترضخ لقرارات مجلس الأمن الدولي، لأن دعمها بالسلاح المتطور والحديث وتفوقها العسكري، هي رسالة تأييد وتشجيع لتعنتها ورفضها لقرارات مجلس الأمن الدولي .
ولتقف الدول الكبرى والدول المتقدمة الديمقراطية مع صاحب الحق والعدالة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، لا لدعم المحتل المتغطرس .