حسين دعسة
التوقعات السياسية، الأمنية في الإدارة الأميركية، أكدت عودة وزير الخارجية أنتوني بلينكن جولاته المكوكية؛ ذلك ما ارتبط منذ السابع من أكتوبر تشرين اول الماضي، بعد بدء الحرب الإسرائيلية النازية على قطاع غزة، التي حركتها عملية طوفان الاقصى، وهي في مواجهة عسكرية مفتوحة،حرب إبادة من حكومة الحرب الإسرائيلية، الكابنيت، منذ ما يقارب من 250يوما.
وجاء حراك الإدارة الأميركية، متزامن مع حراك سياسي أوروبي، على وقع استمرار الحرب على غزة تهديدات دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية اجتياح كامل المعبر رفح؛عدا عن التصعيد في جنوب لبنان بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، إذ أكد رؤساء دول حكومات، منها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، أن الحفاظ على الاستقرار في لبنان أمر بالغ الأهمية.
وفي وسط الصراع الأمني، كشف بيان وزعه قصرالإليزيه، عن التصميم الأميركي – الأوروبي على توحيد الجهود لدعم وقف التصعيد على طول الخط الأزرق،(في جنوب لبنان) وفقًا للقرار 1701، داعين جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب أي تصعيد إقليمي إضافي ذلك ؛ بسبب تدهور الوضع الأمني والنزاع المسلح المستمر مع جيش دولة الاحتلال.
*بين البيت الأبيض والاليزية.
عمليا، مهد اجتماع الاليزية لما بعد الآتي من مكوكية الخارجيَّة الأميركية، وبات على بلينكن ان يجول في المنطقة، وفق ما
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة، عن توجه وزير الدبلوماسية بلينكن الأسبوع المقبل إلى دول في الشرق الأوسط للدفع قدماً باقتراح لوقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية .
في الاجندة ، تعد الجولة هي الثامنة لبلينكن في عواصم المنطقة منذ هجوم “طوفان الأقصى”، وستشمل مصر وقطر والأردن، ودولة الاحتلال تقرران تبدا بين 10 و12 حزيران/يونيو الجاري، وفي الواقع السياسي،
كانت جولات بلينكن إلى المنطقة، آخرها آذار/مارس، لم تنجح في تحقيق أهدافها المتمثلة في سياق مسارات الحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، اجتياح رفح، بما في ذلك مخططات اليوم التالي لما بعد الحرب، أو استكمال مفاوضات الوضع النهائي لهدنة الحرب، بما قد يؤدي إلى حلول لحالة القضية الفلسطينية، وقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
*ماذا في جعبة بلينكن من جديد؟
يرنو الإعلام الغربي ومعه الإسرائيلي، نحو توصيف لما في جعبة بلينكن خلال مكوكيته التي يبدو أنه يرى نتائجها سلفا، فقد كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” إنها، جولة تأتي على [خلفية عدم النجاح] في التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إنهاء الحرب على غزة.
الصحيفة لفتت أنه: “من المتوقع أن يلتقي بلينكن برئيس الوزراء، رئيس الكابنيت – السفاح-نتنياهو فور وصوله إلى إسرائيل، ولم يتم الإعلان عن لقاءات أخرى حتى الآن”، ذلك أن: “الإدارة الأميركية تستثمر كل طاقتها الدبلماسية، السياسية والأمنية للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى الهدوء في الجبهتين الجنوبية والشمالية، على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر”، وهي كما أرى لحظة الصراع بين الداخل الأميركي المشتت والخارج، في تغير طبيعة التحول الأميركي نحو حلول الأزمات المتراكمة وفق جيوسياسية أمنية، مؤشرات ها فشل التخطيط، نتيجة الدعم الأميركي المشبوة لدولة الكيان الصهيوني، التي تقود حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، بالذات في غزة ورفح، والضفة الغربية والقدس.
يؤكد ذلك ان جعبة الإدارة الأميركية، باتت فارغة الا من مخططات يعاد تدويرها منذ بدء الحرب على غزة، وهي زيارة مكوكية بات النظر إليها انها برتوكلية فائضة، وتأتي الزيارة-بحسب الإعلام الصهيوني – غداة إعلان هيئة البث الإسرائيلية رفض إسرائيل مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن الخميس، بخصوص مقترح تبادل الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة الذي كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أسبوع، وهو
الرفض، الذي أحرج الإدارة الأميركية، ونسف كل الجهود نحو مشروع القرار،الذي اختلفت فيه مجريات الأحداث بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، عواصم المنطقة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وسيكون على بلينكن، بحسب هيئة البث الإسرائيلية ،تدارس قرارات أطراف الصراع، بحجة أنه يدعو إسرائيل وحماس إلى تنفيذ المقترح “دون تأخير ودون شروط” و”يعارض أي محاولة للتغيير الديمغرافي أو الوضع القائم في غزة”، فيما كانت المقترحات الأميركية السابقة تدعو حماس فقط.
*ملاحظات مجلة “نيوزويك”.
مع الحراك الدبلوماسي والسياسي المتوقع، وضعت مجلة “نيوزويك”. الأميركية، عدة ملاحظات منها : الحرب المقبلة بين “إسرائيل” وحزب الله قد تكون كارثةً أكبر كثيراً مما في غزة، وهي إشارة إلى ما رشح عن
وزراء إسرائيليون يطالبون باستعمال التجويع سلاحاً.
إذ طالب عضو الكابينت الإسرائيلي الموسع آفي ديختر ، بفرض حكم عسكري على قطاع غزة. وأكد ضرورة السيطرة عليه “من أجل تحقيق أهداف الحرب والحديث عن اليوم التالي”.
واعتبر ديختر أن “حقيقة احتلال إسرائيل خلال ساعة واحدة في 7 تشرين الأول/أكتوبر تقول كل شيء”. وأضاف أن “التعاون بين الجيش والشاباك في جمع المعلومات الاستخبارية عن غزة أخفق بشكل تام”. ووصف عملية “طوفان الأقصى” بأنها كانت “فشلاً وإخفاقاً وكارثة وخللاً رهيباً” بالنسبة لإسرائيل، وهي ملاحظات يصطدم نتائجها، عبر المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ويتوقف عندها بلينكن، وقد يحتاج إلى طريقة ما للمناورة مع
أقوال المتطرف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن موقف حزبه “القوة اليهودية” يتمثل بمنع دخول الوقود إلى غزة وتقليل المساعدات الإنسانية، وانه “يجب أن تعلن إسرائيل الإنسانية فقط مقابل الإنسانية”، في إشارة إلى ربط دخول المساعدات بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة. وأكد أن حزبه يريد عودة الأسرى لكنه لن يوافق على “صفقة تهدد مستقبل إسرائيل”.
بدوره، كرر وزير التراث والقيادي في حزب “القوة اليهودية” عميحاي إلياهو تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلاً: “علينا أن نتوقف عن تقديم المساعدة لهم .نريدهم أن يزحفوا إلينا ويستجدوا الصفقة”، وهنا يتشعب ملف الوزير بلينكن في خفايا الجولة، بعد أن وصلت الجهود، من
الاجتماعات التي جرت بين مسؤولين أميركيين ومصريين وإسرائيليين، إلى فشل في إحراز اي تقدم سياسي أمني، بشأن إعادة فتح المعبر الحدودي بعدما رفض الجانب الإسرائيلي السماح بأي دور للسلطة الفلسطينية في تشغيله.
*.. وبعد مقترحات بايدن.. الآتي؟
في الفهم السياسي والعسكري، جاءت مبادرة الرئيس الأميركي بايدن عن مقترح الخطة الإسرائيلية، بشأن مفاوضات الأسرى و الرهائن، الذي يبدو مختلفا في تاريخ السياسية الأميركية،حدث مفاجأة في ظل استمرار الحرب في غزة و اجتياح معبر رفح، حتى ان المبادرة تركت أثرها في تل أبيب، أعلن، بشكل عالمي وأممي عن مقترحٍ جديدٍ لوقف الحرب في غزة، يتضمّن 3 مراحل، وقد “حان الوقت لإنهاء هذه الحرب”. فمنذ بدء المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية ، حرصت الولايات المتحدة والوسطاء على عدم التطرّق الى تفاصيل أي مقترحات يجري التفاوض عليها. ولكن مع إعلان بايدن بدا وكأنّ واشنطن أخذت زمام المبادرة لتحلّ محلّ تل أبيب وتفاوض “حماس” على ما قد يُطرح على الطاولة. بغضّ النظر عن تفاصيل ما تضمّنته المبادرة ، وفي صورة ما تلقّفت حماس الفصائل الفلسطينية المبادرة، حيث علّقت “حماس” السبت 1 حزيران الجاري، في بيانٍ لها، أنها “تنظر بإيجابية الى ما تضمّنه خطاب الرئيس الأميركي بشأن وقف إطلاق النار في غزة”، إلا أنّ القراءة الأساسية تكمن في سرعة الطرح وتوقيته. “حان الوقت”، المفهوم الأبرز الذي يجب التوقّف عنده في مبادرة بايدن الذي بدا وكأنه يفاوض عن إسرائيل، وهذا ليس بسرٍّ، ولا بجديدٍ، لأنّ الجميع يعلم أن من يقود الحرب في حرب غزة.
بلينكن في المنطقة وسط انتظار متوقع النهايات مبادرة اجهضتها جيوش الكابنيت، والتصعيد في جنوب لبنان، الذي يخضع الحراك وتصعيد عسكري مرتبط بما في غزة ورفح.