لا هو بالسياسي ولا هو بالعسكري،لذلك لا يوجد له سجل لا في المجال السياسي ولا في المجال العسكري،ولا هو بالجمهوري ولا هو بالديمقراطي،ولذلك نراه يجهل أبسط أبجديات الحكم ،فهو ليس إلا رجل أعمال فاشل عمل في مجال العقارات ،وتعرض للإفلاس كثيرا بسبب فشله،لكن الله قيض له أصحاب البترودولار العربي ،الذين يمنحونه حاليا كل الأوضاع لتمكينه من حلبهم ،بينما شعوبهم تتضور جوعا.
هذا التوصيف ليس تشهيرا بالرجل وإنما بشهادته فهو الذي قال “أنا لست جمهوريا ولا ديمقراطيا،ولكن جيء بي رئيسا لأمريكا”،ولكنه لم يجرؤ على كشف الجهة التي جاءت به رئيسا لأمريكا،بل قال انه طلب من روسيا معلومات عن منافسته هيلاري كلينتون لفضحها عام 2016،دون إدراك منه لتبعات مثل هكذا تصريحات حساسة ،وها هو يحصد النتائج منذ اليوم الأول الذي وطئت قدماه البيت الأبيض.
في صبيحة يوم الإنتخابات حذر ترمب الجمهوريين من قيام الديمقراطيين بقرصنة أصواتهم وتحويلها إلى صندوق منافسته هيلاري،وإنطبق عليه قول المثل”كاد المريب ان يقول خذوني”،وقد قالها فعلا،لأن العملية كانت مكشوفة ،وقام هو بنفسه من خلال تصرفاته الناجمة عن جهله بأصول الحكم ،بالتأكيد على ان صديقه وشريكه القيصر فلاديمير بوتين هو الذي جاء به إلى الحكم ،مقابل تنفيذ أجندة خاصة به تفضي إلى تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية ،إنتقاما منها لتفكيكها الإتحاد السوفييتي السابق.
لا يحتاج الأمر لكشفه إلى قيام ال إف بي آي بإجراء تحقيق ،لأن بإمكان المحقق الخاص موللير كشف ذلك بكل سهولة،فتصرفاته في البيت الأبيض دليل قوي على ان الرجل لا تهمه مصلحة بلاده ،كما ان سياساته الداخلية والخارجية دليل آخر قوي على قيامه بتنفيذ إملاءات خارجية عليه ،لا تعود بالنفع سوى على روسيا.
أتقن ترمب ومنذ يومه الأول فن خلق العداوات الداخلية في البيت الأبيض،وحوله من بيت للحكم إلى بيت للدسائس والمؤامرات والأحقاد،ووصلت به الأمور إلى مصارحة موظفي البيت الأبيض ،أنه يريد ولاءهم لشخصه وليس لأمريكا ،ومن لا يوافق على ذلك فسيتم طرده ،وقد طرد فعلا قامات أمريكية كبيرة من البيت الأبيض.
من الدلائل القوية الأخرى على عمالة ترمب لروسيا وتنفيذه إملاءات القيصر بوتين،ما شاهدناه من مسرحيات رديئة النص والإخراج بين كوريا الشمالية وأمريكا ترمب،إذ تعمد رئيس كوريا الشمالية إظهار صاروخ باليستي جديد مطور في ظاهرة تحد غير مسبوقة لواشنطن ،ووصل به الأمر إلى التهديد بأنه يستطيع شطب أمريكا عن الخارطة ،ووصف ترمب بالعجوز الخرف،ولم يرد عليه ترمب سوى بجملة هزيلة قال فيها متسائلا بإنكسار:لا أدري لماذا يشتمني هذا الولد الصغير؟.
الغريب في الأمر وهذا دليل آخر،أن العداء المستفحل بين رئيس كوريا الشمالية والرئيس ترامب تبخر فجأة وإجتمع الإثنان في قمة سجل على انها نجاح كبير للرئيس ترمب لأنه روّض رئيس كوريا الشمالية المارق!!!،وربما لم يدر بخلد البعض ان مثل هذه المسرحية كانت من كتابة وإخراج الرئيس بوتين لدعم ترمب بأنه نجح في إحتواء الرئيس الكوري الشمالي.
عموما فإن الأمر سينكشف إن عاجلا أو آجلا ولكن بعد فوات الأوان فزرع بوتين في أمريكا سيثمر يوما والبوادر على ذلك لا حصر لها ،فهناك ولاية كاليفورنيا التي تطالب بالإستقلال عن الإتحاد، ومعها بطبيعة الحال الولايات الشمالية الغنية التي لا ترغب بالصرف على الولايات الجنوبية الفقيرة.