د. محمد القضاة
في خطوة جريئة كسرت جامعة البلقاء التطبيقية الصورة النمطية التي تعيشها الجامعات الاردنية، وفي بادرة تحسب لها طرحت مشروعها الوطني الجديد في مجال التعليم التقني الذي سيحدث نقلة نوعية يفيد منه آلاف الطلبة، والجامعة حاضرة في المشهد الاكاديمي والعملي والمجتمعي، ولا تأبه للظروف القاهرة، ولا تتوانى عن خدمة مجتمعها وإنسانها وطلبتها في سوية متوازنة، اساسها الإبداع، وهدفها الإنجاز، ويحسُن بِنَا ان نقول لقد استطاعت الجامعة ان تتجاوز المألوف في تفكيرها وأطروحاتها وازمتها المالية بالتجديد والهيكلة والرغبة الصادقة في تبني الأفكار الجديدة لتلبية احتياجات سوق العمل من الايدي الماهرة والمتخصصة بالتقانة الحديثة وذلك لأحداث نقلة نوعية في العلاقة بين الجامعة والمجتمع.
تم الأعلان في هذا المشروع عن رؤية طموحة ونوعية للجامعة وهو مشروع تعليم مهني يمكّن الطلبة الملتحقين به الحصول على شهادات مهنية في درجات البكالوريس والماجستير والدكتوراة، ويُتيحُ لخريجيه الحصول على فرص عمل سريعة، مما يعزز تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.
يأتي المشروع ضمن الخطة التنفيذية للجامعة بهدف اصلاح قطاع التعليم التقني والتطبيقي وتجويد مخرجاته، كي يتواءم مع متطلبات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، الى جانب اتاحة الفرص امام الطلبة الحصول على أعلى الشهادات في التعليم المهني دون المرور من نافذة التجسير الجامعي.
والمشروع يُمكّن الطلبة غير الناجحين في الثانوية العامة وخريجي المدارس الثانوية المهنية، ممن لم يحققوا شروط الالتحاق بالجامعات والكليات الجامعية الحصول على الدرجة الجامعية المتوسطة، وبالتالي الحصول على الدبلوم الفني.
في حين ان خريجي مؤسسات التدريب المهني، بعد الصف التاسع مباشرة يمكنهم الالتحاق بسوق العمل وحسب ما هو معمول به.
وسيمكن المشروع جميع فئات الطلبة بعد مزاولتهم العمل في مجال تخصصهم لفترة تتراوح بين 4-5 سنوات، وبعد اجتيازهم الامتحان التأهيلي الالتحاق بجامعات تقنية بعد اجتيازهم للسنة التحضيرية، وهذا المشروع ينسجم مع رسالة الجامعة في تقديم تعليم تطبيقي وتقني عالي الجودة وتوفير بيئة منافسة حاضنة ومحفزة للابداع والابتكار والبحث والتطوير والريادة لتحقيق التنمية المستدامة، فضلا عن توفير مناخ اكاديمي مريح يحقق رؤية الجامعة ورسالتها للوصول الى الاعتماد الوطني والدولي وتحقيق الجودة الشاملة أكاديمياً وإدارياً ومالياً والتميز في البرامج التطبيقية التي تؤدي الى الشهرة الوطنية والشراكة مع الأطراف المعنية على المستوى الوطني والدولي وربط برامج الدراسات العليا مع الاحتياجات الوطنية، وربطها ببرامج دولية في جامعات ذات سمعة عالية، للوصول بالجامعة الى مستوى مقبول على الساحة العالمية، وهذا الطموح والرؤية المستقبلية التي تتبناها الجامعة تؤكد أهمية العقل العلمي في قيادة الجامعات لتحقيق الأهداف العلمية والاكاديمية والوصول بها الى مستوى الطموح والتنافس الدولي مع الجامعات العالمية المشابهة، وما اعلنه الرئيس في هذا المشروع يؤهل لتطوير خطط الجامعة والتركيز على البحث العلمي والابتكار والريادة والاهتمام بالحاضنات التكنولوجية والابتعاث الى جامعات عالمية عريقة في تخصصات تحتاجها الجامعة واختيار القيادات الاكاديمية بناء على الكفاءة والانجاز وتنفذ التعليم التقني والاعلان عن هيكلة الجامعة ومسمياتها الوظيفية والتخلص من الوحدات الادارية الزائدة وتأهيل الهيئة الادارية والحوسبة الكاملة لعمليات الجامعة وضبط كامل للإنفاق في الجامعة، كلها تؤكد طموحا مشروعا للجامعة تحتاجه للاستمرار والبناء وتحقيق الجودة الحقيقية في المخرجات العلمية، وهي تتوافق مع رغبة ملكية حقيقية في ان تكون الجامعات القائد العلمي في الكفاءة والجدارة والعدالة والشفافية والعمل الميداني ومحاربة التطرّف والعنف بالوعي وتطبيق القانون وسيادته على الجميع.
أقول الجامعات بحاجة لهذه المبادرات الجادة والمهمة التي تعيد للجامعة ألقها وعلاقتها الطبيعية مع بيئتها العلمية والمهنية والمحلية، والجميع يعول على الجامعات في أخذ زمام المبادرة في الإبداع والابتكار والانجاز والجودة العلمية، وعلينا ان نثمن الوعي الحقيقي لدور المجتمع المحلي في تبني رؤية الجامعة وحمل رسالتها والدفاع عنها في المحافل الوطنية المتنوعة، خاصة ان مساحة هذه الجامعة تمتد على رقعة الوطن كله، وإن كان من تحية صادقة فهي للجامعة ممثلة برئيسها الجاد الدكتور عبداالله سرور الزعبي الذي يمتلك رؤية واضحة وطموحة للجامعة وهذا ما عهدناه فيه في المواقع التي عمل فيها، ولفريقه الاكاديمي على اختلاف مسمياته.