مصطفى الشبول
بطل القصة هو شاب يُعرف بفهلويته وذكائه….ومن هو صغير بحكي عن حاله إنه دغري وصاحب مبدأ … هو مفلح ابن القرية والذي تجاوز الربع قرن من عمره…. وكونه الأكبر بين إخوانه حان موعد زواجه بنظر أبوه وأمه … مفلح كان له رغبة بالزواج من بنت عمه وكذا هي لا تمانع … وفي أحد الأيام قال له أحد أصحابه ( من باب النصيحة) لما تخطب يا مفلح وتروح تشتري ذهب حاول ما توخذ معك أم خطيبتك لأنه رح تنّجَبر تشتري لها خاتم …مفلح بحكم انه فهلوي وحربوق حب يوخذ الأمور من قصيرها ويدور على عروس أمها متوفيه (ميته) ، وفعلاً لقى اللي بباله مع استغراب شديد ممن حوله كونه كان بده بنت عمه … فكانت النتيجة بأن خطيبته طلبت منه ذهب بخمسة آلاف دينار ، وحفلة العقد بصالة ملوكي ، وحفلة العرس بصالة ملوكي ثانية ، غير لبسه لخواتها ، وعباية العم وعباية الخال ورحلة على تركيا أكم يوم ، ومفلح راضي كل الرضا كونه قدر ينفذ من شراء خاتم أم العروس اللي ما بصل سعره ثمانين ورقة … مع أنه بنت عمه كانت موافقة عليه بدون حفلة عقد ، والعرس بمضافة العشيرة ، وشوية ذهب ما بتجاوز سعرهن الخمسمائة دينار مع خاتم أمها… لكن شو بدنا نعمل لعقل مفلح أبو الفهلوية وصاحب المبادئ…
هكذا يكون حال بعض الناس في فترة الانتخابات (النيابية و البلدية و اللامركزية ) عند اختيار المرشح الذي يمثلهم ، يركزون على الأمور البسيطة والتافهة ويتناسوا الأساسيات التي نخسر فيها الكثير من الحقوق المشروعة … مقابل أن لا يأخذها فلان ابن عمي، ولا ينجح علان ابن قريتي (رغم كفاءتهم وجدارتهم) ، وعلى قول : ابن فلانة بده يصير رئيس بلدية على قلبي … ومن متى صار ابن فلان يطالب بكرسي نيابة طول عمره مسافر ما بِطِل علينا غير وقت الانتخابات …
يعني مثل مفلح، دفع الطاق عشر أضعاف مشان يمزط من خاتم أم العروس ، وقال شو : مفلح فهلوي وصاحب مبدأ…