الإعلامي همام فريحات
في الوقت الذي تبذل فيه الأجهزة الأمنية والمخابرات الأردنية جهودًا جبارة لحماية الوطن من كل تهديد داخلي أو خارجي،خرج علينا بعض من أهالي المعتقلين المتورطين في قضايا أمن دولة وإرهاب، ببيانات تحاول تلميع صورة المتهمين، وتقديمهم كأبطال أو مناضلين تحت شعار “دعم القضية الفلسطينية”. هذا الطرح خطير ومضلل ومرفوض جملة وتفصيلًا، لأنه لا يخدم فلسطين، ولا يحمي الأردن، بل يفتح الباب للفوضى والتطرف أن يندسّا بيننا تحت عباءات مزيفة.
نعم، نحن في الأردن نقف مع فلسطين، قيادةً وشعبًا، ونفتخر أن جلالة الملك عبد الله الثاني هو صوت الحق الأعلى دفاعًا عن القدس وغزة. لكننا في نفس الوقت نرفض تمامًا أن يُستغل هذا الدعم لتبرير عمليات إرهابية تستهدف أمن وطننا، أو لتبييض وجه من تورطوا في أعمال تهدد سلامة الأردنيين ومؤسسات الدولة.
إن من يُخطط أو يُشارك أو يتعاطف مع عمليات إرهابية تهدد حياة الأردنيين وأمن بلدنا، لا يستحق سوى تطبيق القانون بكل حزم وعدالة. والدولة الأردنية، التي لطالما كانت نموذجًا في حماية الحقوق والعدل، لا تعتقل أحدًا ظلمًا، ولا تحاكم إلا وفق أدلة وبراهين وضمن منظومة قضائية نزيهة.
من يعبث بأمن الأردن، لا يمكن أن يكون نصيرًا لفلسطين.
ومن يخون الوطن بحجة نصرة الأشقاء، هو في الحقيقة يخدم أعداء فلسطين، لأن زعزعة أمن الأردن لا تخدم إلا الاحتلال.
إن محاولات التلاعب بعواطف الناس واستغلال القضية الفلسطينية لزرع الفتنة والتمرد على القانون، هي محاولات مفضوحة، ولن تنطلي على الشعب الأردني الواعي. القضية الفلسطينية أسمى وأطهر من أن تُستخدم غطاءً للتطرف والإرهاب.
ونؤكد هنا أن دعم فلسطين لا يكون بنشر الفوضى، ولا بتحدي الدولة، بل يكون من خلال الصف الوطني الموحد، والدفاع عن الأردن كقلعة للصمود، وعنوان للدعم السياسي والإنساني للشعب الفلسطيني. فلقد قدم الأردن شهداء من أجل فلسطين، ولا يحتاج لدروس من من يبررون الإرهاب.
نقولها بوضوح:-
من يهدد أمن الأردن لا يمثل إلا نفسه، ولا يُشرف أي أردني حر.
وكل من يتعاطف مع الإرهاب أو يبرر أفعاله، هو شريك في نشر الخراب، شاء أم أبى.
وفي وقت كهذا، يجب أن نكون جميعًا على قلب رجل واحد، نقف خلف مؤسساتنا الأمنية والعسكرية، وندافع عن وطننا كما دافع عنه أجدادنا، بدمائهم لا بكلمات باهتة تخون الأرض.
الأردن لن يكون بيئة حاضنة للإرهاب، ولن يسمح بتحويل الخيانة إلى بطولة.
هذا وطننا، وخط الدفاع عنه لا يُسمح باختراقه، لا باسم الدين، ولا باسم الحرية، ولا تحت عباءة “القضية الفلسطينية” الزائفة.
نعم لفلسطين، نعم للأردن الآمن القوي، ولا مكان بيننا لمن يحاول خلط الأوراق، أو تبرير الجريمة باسم القضية.
عاش الأردن آمنًا قويًا، وعاش شعبه الأبي.