د.سفاح الصبح
بدأت الحكاية مع بدايات القرن الثامن عشر بخروج شاب من القلمون السوري يدعى أحمد شعبان وتحديدا من دير عطية محمّلا بأمتعته وبضاعته ليستقرّ به المقام و لتأخذه الأبدية في كفرنجة مدينة الأمس واليوم التي فيها يهوي قلب ذلك الفتى الشامي أحمد و تحط به عصا الترحال معلنا فيها الحب مجيبا لها الهوى .
ومع مرور الأيام وتوالي الأعوام يترك أحمد شعبان في موطنه الجديد عقبا وذرية طيبة مجبولة بشموخ الأردن ورقي الشام في توأمة منحت ذريته طابعا خاصا ولونا مميزا تجسّدت في أبهى صورها في شخصية حفيده الحاج نايف الشعبان أحد شيوخ كفرنجة وشخصياتها التاريخية الذين ينسبون بقوة إلى جيل العظماء الخالد بما تأتى له من حضور خاص ميّزه بوضوح كرم في ديوانه العامر و روعة حديث من محيّاه الباسم ومحبة اجتمع الناس حولها .
واليوم وفي بعث جديد ينهل حفيد الحاج نايف الشعبان من ذات المشرب الطيب ليواصل تلكم المسيرة المباركة بكرم وشجاعة عبر إطلاقه لمبادرة نوعية غير مسبوقة على مستوى المنطقة وعلى صعيد الوطن بفلسفتها وتوجهاتها وذلك بتخصيص منه لدارة حاملة اسم ” ديوان الخير و المحبة ” معبّرة عن رؤية فكرية عابرة للمعنى العشائري الضّيق منفتحة على الفضاء الإنساني الواسع المفتوح . وذلك لتحقيق التواصل الإنساني الهادف ورعاية المبادرات المجتمعية الخلاقة عبر ما يوفّره الديوان من بيئة متكاملة وخدمات متعددة لعقد اللقاءات و إقامة الفعاليات والنشاطات الاجتماعية و الثقافية المتعددة ودعمها .
وهكذا يؤكد صاحب المبادرة الكبيرة و اللفتة الإنسانية الفريدة المهندس الكبير محمود شعبان مبتدر الخير و إنسان المحبة ابن الوطن البار الذي أعطى بصمت كثيرا من غير أن يلتفت لمدح أو مديح .. يؤكد أن الديوان هو أرض للخير و بيتا للحب و وقتا للمتعة والسلام . و إنما هو مساهمة عملية في بناء مجتمع الحب والتفاهم والإبداع في وقت يدعو الوطن أبناءه وخصوصا القادرين و المقتدرين منهم لتحمل مسؤ لياتهم وعدم ترك الحصان وحيدا ، كما قال الشاعر .
وفي لفتة أخرى حقّقها مهندس ديوان الخير والمحبة المقيم في المملكة العربية السعودية بإبقاء الديوان في خدمة الأهل والمجتمع مفتوحا بأن عهد بإدارته إلى أخ له صفيّ و خلّ له وفيّ نجح باقتدار في تحويل الديوان في الشهور الماضية إلى منتدى ثقافي وملتقى فكري بما يحمله سادن الديوان الشيخ موسى الشامي من محبة مجتمعية وافرة وعلاقات إنسانية متعددة و توجهات خدمية واضحة تترجم رسالة ديوان الخير والمحبة و رؤية مبدعها المثقف المسؤول المهندس محمود شعبان التي تقول : ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ،، و إنما بالحب الذي لا يموت !!