الدكتور محمد القرعان
قصة الطفلة ميرا تعكس حالة المئات من المرضى الاردنيين الذين لا يؤذن لهم بدخول المستشفى لتلقي العلاج لعدم توفر أسرة ، وتحدث هذه الحالات في درة المستشفيات الاردنية ناهيك عن رحلة المراجعات الشاقة وهي رحلة عناء للمواطن المغلوب على امره وما يلقاه من سوء معاملة وتاخير في المواعيد وعدم توفر الادوية اللازمة وهناك حالات تعاني الامرين في وضع عدم توفر علاج لامراض مزمنة وخطيرة وتلكؤ التامين الصحي ومماطلته وتباطئه من حيث تشكيل اللجان للنظر في هذه الادوية وكلفتها وطول المدة واحيانا كثيرة لا يصرف لارتفاع كلفته وهذا كله يكون على حساب حالة المريض التي تزداد سوء .
حالة الطفلة ميرا التى وارت الثرى وتركت حسرة وحزنا بقلوب والديها واشقائها تمثل صرخة مدوية علها تسمع من كان به صببا ، وتاتي هذه الحادثة المؤلمة لتعكس ظاهرة وازمة تستدعي من الحكومة وبالاخص وزارة الصحة التدخل لحلها وتوفير أسرة واعادة بناء المستشفيات واقسام الطواريء وتزويد هذه الاقسام بالكوادر الطبية اللازمة لتغطية الاعداد الكبيرة من المراجعين لها، فضلا عن أهمية افتتاح اقسام لمعالجة الحروق بشتى درجاتها وايضا توفير جميع الفحوصات الطبية في هذه المستشفيات وتأهيلها بشكل يلبي احتياجات الناس واغنائهم عن اجراء هذه الفحوصات وتلك الحالات المرضية في المستشفيات والمراكز الخاصة التي لا يوجد عليها رقيب في اسعارها وخدماتها ، المواطن الاردني الذي يدفع الضرائب يستحق الكرامة في مستشفياته وهي واجب وليس منة ، هناك تقصير واضح في امداد المستشفيات باللازم وتطويرها واعادة تاهيلها وتوسعتها لاستيعاب الاعداد الكبيرة من المرضى وذلك امام اعلان وزار ة الصحة عن حزمة اجراءات تطويرية وتحسينية للقطاع الطبي الاردني بشكل كامل لكنها للحظة لم ترى النور .
والمرحومة الطفلة ميرا تعرض منزل اهلها للحريق ما اصابها بحروق درجة اولى استدعى دخولها لمستشفى الاسراء الخاص كونه الاقرب لمنزلها الكائن في صويلح ، وحاول اهلها تامين سرير لها في مستشفى البشير ولكن كادر المناوب حسب والدها لم يتعاون معهم بحجة عدم توفر اسرة وكانت ادارة المستشفى رفعت المسؤولية عنها مفندة ادعاءات اهل الطفلة رحمها الله وعدم الدقة بتصريحاتهم.