عجلون والمؤامرات الإستعمارية الذكرى (٧٤)

امجد فاضل فريحات

بقلم : أمجد فاضل فريحات

الإستقلال قصة كفاح ولا يتم الحصول عليه إلا بتقديم الغالي والنفيس لأن الإستقلال ينتزع إنتزاعا والمستعمر لا يعرف غير لغة القوة في اخراجه ودحره عن الأراضي التي استباحها والقاعدة الذهبية في التحرر من نير الإستعمار تقوم على أخذ الإستقلال بالقوة لأن الإستقلال يؤخذ ولا يعطى .
سأورد جانب من كفاح الشعوب العربية في الحصول على الإستقلال في الأردن وتحديدا في منطقة جبل عجلون .

هذا لا يعني أن بقية مناطق الأردن لم تدخل في معركة الحصول على الإستقلال ، بل سيبقى التاريخ يذكر شعب الأردن بكلمات من دم ونور في سجل التضحية وسبيل المجد في الدفاع عن وطنهم الغالي وامتهم العظيمة .
الزمان : 10/ 11 / 1919 .
المكان : جبل عجلون .
المناسبه : كفاح الشعوب العربيه من أجل التحرر والإستقلال .
الأشخاص : رجال عجلون الشرفاء .
النص : جريدة العاصمه السوريه 734 .
القصة البطوليه كانت كالتالي :

رفعت مجموعه من مشايخ قضاء عجلون برقيه إلى مؤتمر الصلح في فرساي بتاريخ 10 تشرين الثاني 1919 م جاء فيها :
” إن تواتر الإشاعات عن تقسيم البلاد قد جعلهم في هياج عظيم .
نحن عشائر قضاء عجلون ومشايخه وجميع اهاليه على إختلاف الملل ( الطوائف ) نحتج بكل قوانا على أي تقسيم يمس البلاد العربيه , نحن متهيئون للدفاع إسوة بالأمم المتحرره التي لها حظ من النصر الأخير …. نؤكد طلب إستقلالنا المطلق وندافع عنه حتى نلقى الله , تكرموا بإبلاغ عواطفنا إلى الحلفاء . الإهالي في هياج عظيم وعشرات الألوف في عجلون ينتظرون الجواب “.
نهاية الإقتباس .
لقد كان أبناء جبل عجلون لديهم الوعي الكامل بحجم المؤامرات الإستعماريه التي تستهدف تجزئة بلادهم وكانوا على إستعداد لتقديم أجسادهم فداءً لهذا الوطن الغالي .
وعلى أثر ذلك عارض الأردنيون المعاهده البريطانيه والدستور اللذان تم فرضهما على الأردن وعمت المظاهرات والإحتجاجات جميع أنحاء إمارة شرق الأردن مطالبه بإستقلال البلاد ورفضت الإنتداب البريطاني ودعو إلى عقد مؤتمر وطني ولقد كان لرجالات عجلون مشاركه واسعه وفاعله في هذا المؤتمر وكان من أبرز القرارات التي تم إتخاذها في المؤتمر الوطني الأول عام 1928م على النحو التالي :-
1- إمارة شرق الأردن دولة عربية مستقله ذات سياده بحدودها الطبيعيه المعروفه .
2- قيام حكومة دستوريه مستقله برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن الحسين وأعقابه من بعده .
3- رفض الإعتراف بمبدأ الإنتداب إلا كمساعده فنيه نزيهه إلى البلاد .
4- يعتبر شرق الأردن وعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين مخالفاً لعهود بريطانيا ووعودها للعرب , وتصرفاً مضاداً للشرائع الدينيه والمدنيه في العالم .
5- رفض أي إنتخاب