ايمن الشبول
عـــام مضـــى ورحــل ، وعــــام أقبـــــل وأطــــل … ؛ فــ يــــا ترى ؛ هل مصائب الأمة وويلات العرب ترحل … ؟ يـــــــا ترى ؛ هل الجيوش الغازية والعصابات المارقة عن بلادنا وأوطاننا ترحل … ؟؟؟
رحل العام وترك وراءه القتل والدمار والمآسي الكثيرة والأحزان … فخلال العام المنصرم ؛ فتكت بنا جيوش ونهشت أعراصنا وحوش وحلق ونعق في أجوائنا الغراب والبوم والخفاش … خلال العام المنصرم ؛ استباح أعراصنا الحثالة واللمم ، وتناوب على ذبحنا كل مجرم نذل وخسيس قذر …
جيوش ووحوش تنادت لمحونا ؛ وأهلكت الحرث والنسل وعاثت في ديارنا خرابا” … وكانت ردات الفعل العربية منقسمتة بين ( القوية الغاضبة ) والتي راحت تحث الأمم المتحدة على القيام بدورها … ! والضعيفة المكتفية بمراقبة ما يجري بألم … !!!
مصائب الأمة تضاعفت بمرور الزمن ؛ فبعد تقاعس العرب المهين عن تحرير القدس وفلسطين ، تجرأ المستعمر وأذنابه وشيعته علينا أكثر وقرروا إحتلال واستباحة عراق الرشيد ، وبعد سكوت العرب المهين على احتلال واستباحة عراق الرسيد ، زادت أطماع المستعمر وشيعته أكثر وأكثر وقرر المستعمرون احتلال عاصمة الأمويبن وبلاد اليمن السعيد …
رقودنا المتواصل أغرى الأعداء فهاجمونا ، وضعف إيماننا سهل للشياطين التلاعب فينا … والتبعية المطلقة وضعتنا على طريق المآسي المتلاحقة ، ودفعت بنا للويلات ولهذا النفق المعتم والمظلم ….
ولا يمكننا التكهن بحجم ونوع المصائب القادمة إلينا ؛ إن بقي نهجنا متوقف عند حدود الآمال والكلام … فمنذ سبعين سنة وإلى اليوم ونحن نكرر في مناسباتنا الدينية والوطنية الخاتمة التالية : ( ندعو الله ونتمنى بأن تحل علينا المناسبة القادمة ؛ ومدن يافا وحيفا والقدس وكل المدن الفلسطينة محررة ) … ثم تضاعفت مآسينا وزادت مصائبنا … وتضاعفت معها الأمنيات وتشعبت الآمال … فكرر الخطباء الخاتمة التالية ؛ نرجو ونأمل أن تحل علينا المناسبة القادمة ( والقدس وبغداد والموصل ودمشق وحلب وصنعاء و … و…. محررة !!! ) … ولا ننسى مقولة خطباء العيدين البائسة والمكررة كل مرة : بأي حال عدت يا عيد … !!!
كنا أمام شعب عربي وحيد مهجر ومشرد … ولكننا اليوم أمام شعوب عربية كثيرة مهجرة ومشتتة في أصقاع الكرة الأرضية … والسبب في ذلك عائد الينا ؛ حين توقفنا عند حاجز الآمال والدعوات و الأمنيات …
أمتنا العربية لن تسير إلى الأمام قيد انملة ؛ إن بقينا هكذا ، ولن نتمكن من مواجهة التحديات الحالية والمصاعب المرتقبة ، إن بقينا دون ارادة مستقلة ، وإن ظل قرار الأمة بأيدي أعدائها … ولكن ؛ قليل من التخطيط الهادئ وكثير من الاجتهاد والصدق في العمل … عندها سنصل ….
راقبوا الأمم المتكالبة علينا ؛ كيف خططت بهدوء ثم نفذت وعملت بصمت … حتى نجحت تلك الأمم في تدميرنا ونجحت في الهيمنة علينا وعلى مقدراتتا وثرواتنا … وبأقل الخسائر الممكنة … !!!
نتمنى عاما جديدا” يجدد فينا الأمل ويحيي فينا الهمم … نتمنى عاما جديدا عنوانه الصدق والإخلاص في العمل . نتمنى عاما” جديدا” نصعد خلاله إلى الأوج والقمم … نتمنى عاما جديدا” نسطر فيه أعظم الإنتصارات على أعداء الأمة الأوغاد واللمم .. نتمنى عاما” جديدا” نقتص فيه من كل من سفك دمائنا وتجبر علينا وظلم ….