مصطفى الشبول
قصة وحكاية يرويها البعض على أنها حقيقية وواقعية وحدثت بالفعل ، ويرويها البعض الآخر على أنها حكاية رمزية من وحي الخيال رويت للعبرة … وهي قصة الشاب الذي أراد السفر والاغتراب ، حيث قال (الشاب): عندما قررت أن اغترب جاء أبي ليودعني ، ودعى لي بالتوفيق والنجاح ، وبعد مرور سنة من الغربة كان أبي في الوادي فجاءه لص وفك حبل الحمار وسرقه منه … بعد شهرين ذهب السارق ليشتري كيس دقيق من السوق ، فاشتراه ووضعه فوق الحمار ثم انشغل في الزحام فأضاع الحمار وأضاعه الحمار … فمشى الحمار يريد العودة للبيت لكن الصدفة أن الحمار عاد لبيتنا (بيت صاحبه الأصلي) لأنه يعرف الطريق … وصل الحمار وحاول أن يدخل من الباب لكنه لم يستطع بسبب كيس الدقيق المحمول على ظهره ، فسمع أبي صوت الباب ، فلما فتحه ورأى الحمار فرح ونادى لأمي وقال لها : يا حجة تعالي شوفي الحمار ، غاب شهرين وجابلنا كيس طحين ، أما ابنك الهامل صار له سنتين مسافر وما جاب لنا حبة رز …
فهذه القصة تسوقنا لمئات القصص والوقائع التي حدثت ومازالت تحدث في عقوق الوالدين والتجني على حقوقهم من قبل بعض الأبناء الذين نسوا وتناسوا ماذا فعل آبائهم وأمهاتهم من أجلهم …
بالأمس القريب وفي احد المستشفيات الحكومية كان أحد الشباب له موعد إجراء عملية مرارة ،وكان في نفس الغرفة رجل ستيني قد طغى عليه مرض السكري وبانتظار إجراء عملية بتر القدم من الساق ، حيث يقول الشاب : لقد مضى عليه أربعة أيام في المستشفى ولم يحضر أحد لزيارة الرجل الستيني ولا لمرافقته مع انه بأمسّ الحاجة للمرافق ، وكنت أنا ومرافقي نساعده على قضاء حوائجه ، وكنا نحسب انه وحيد وليس له أبناء لكنه فاجئنا بأن له خمسة أولاد ذكور وثلاث بنات وكلهم متزوجون وأنه يسكن في غرفة مستقلة ولا أحد يعوله ولا أحد يزوره إلا بعض المحسنين من الجيران ويعتاش على راتب المعونة … حتى في بيته لا يتفقده أولاده إلا بعد الشهر والشهرين وكلما طلبهم لحاجة يتحججوا بعدم وجود الوقت وانشغالهم بأعمالهم مع أنهم يسكنون في نفس القرية …
فنقول لمثل هؤلاء استغلوا وجود آبائكم وأمهاتكم بينكم فوالله سيأتي عليكم أيام وليالي تندمون فيها على كل دقيقة وكل لحظة قضيتموها وأنت بعيدون عنهم …والمشكلة أن هناك من الأشخاص الذي تغتر في مظهره وفي صفاته وتجده يصلي بالصفوف الأولى وقال شو بقول: أنا زعلان من أبوي وأمي وصار لي أكثر من سنتين ما حكيت معهم ولا دخلت بيتهم … وبرجعوا يقولوا : فلانة حامل ومش راضية تحكي إنها حامل بولد مشان ما تنصاب بالعين …