د.حسام العتوم
لقد قالها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين “حفظه الله” بوضوح و صراحة الثلاثاء 16 حزيران الجاري 2020 , خلال اتصال هاتفي و تقني مع لجان و قيادات في الكونغرس الامريكي بحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد الامير الحسين , بأن اي اجراء اسرائيلي احادي يضم اراضي في الضفة الغربية , هو أمر مرفوض, و يقوض فرص السلام و الاستقرار في المنطقة . و جدد جلالته التأكيد على اهمية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة , ذات السيادة و القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 و عاصمتها القدس الشرقية . و يقف جلالة الملك في صدارة زعماء العرب دفاعا عن القضية الفلسطينية العادلة في كافة المحافل المحلية, و الاقليمية , و الدولية , و بلغة رفيعة المستوى و بانصاف قل نظيره . وجلالته المحرر لمنطقتي الباقورة و الغمر عام 2019 , و بأصرار وطني فاق الحدس , و بعد ربع قرن من انتظار وطننا الاردن الغالي لعودتهما بعد نفاذ مدتهما القانونية, وفقا لملحقات معاهدة السلام الموقعة عام 1994. وجلالته وارث النصر الكبير في الكرامة الباسلة التي وقعت معكرتها في عهد مليكنا الراحل العظيم الحسين ” طيب الله ثراه” , ولصولات الجيش العربي في القدس و في اللطرون . وقائدا لواحدة من اهم جيوش العرب – القوات المسلحة الاردنية الباسلة الجيش العربي المصطفوي , ولاجهزتنا الامنية الوطنية الموقرة الساهرة بعيون حمر على امن الوطن و المواطن وعلى مدار الساعة . و الملك , حسب المادة 311 هو الذي يعلن الحرب و يعقد الصلح و يبرم المعاهدات و الاتفاقات . ومكالمة هاتفية بين جلالة الملك و رئيس الفيدرالية الروسية فلاديمير بوتين بتاريخ 11 حزيران 2020 تضمنت القضية الفلسطينية العادلة والتي وصلت الى طريق مسدود.
وتصريح متكرر للرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ 1012 2019 يؤكد الغاء كل الاتفاقات بين السلطة و اسرائيل حالة اقدامها على مشروع ضم غور الاردن و شمال البحر الميت ( خبرني). و قابل ذلك تصريح اخر لامين سر اللجنة التنفذيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات يشير الى ان قرار الضم يدمر السلطة الفلسطينية ,وينهي الحل التفاوضي للصراع العربي الاسرائيلي .( الجزيرة 14 حزيران 2020) . ولقاء حديث بين وزير خارجيتنا ايمن الصفدي و الرئيس الفلسطيني محمود عباس و القيادة الفلسطينية لذات الشأن, ومؤشرات بردود فعل غاضبة في الاردن و فلسطين تحديدا بسبب المصير المشترك حول مخرجات القضية الفلسطينية برمتها , و الامر يتراوح بين تصفير معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية , و انتفاضة في الجوار الفلسطيني يصعب السيطرة عليها و اصطدام مع جيش الاحتلال الاسرائيلي , و سقوط شهداء . ولجوء اردني فلسطيني مشترك لمحكمة لاهاي الدولية و لمجلس الامن و للامم المتحدة . و موقف روسي قانوني و اخلاقي واضح منادي بقيام دولة فلسطين و عاصمتها القدس الشرقية ,و عودة اسرائيل لحدود الرابع من حزيران لعام 1967 , و التمسك بخيار الرباعية الدولية و الجامعة العربية . و موقف اوروبي مساند لحل الدولتين . و تخندق امريكي رسمي خلف اسرائيل و الانحياز بالكامل لخطوتها القادمة في ضم الغور الاردني و شمال البحر الميت . واعلان امريكي اسرائيلي جديد بتاريخ 17 حزيران الجاري يدعو لتجزأة ضم الغور الاردني الى مرحلتين بحجم 30% من مساحة الضفة الغربية حضر اعماله السفير الامريكي في القدس ديفيد فريدمان , و نتنياهو , و رئيس الوزراء البديل ووزير الحرب بني غانتس .
ورغم ان اسرائيل مستفيدة من مجاملة روسيا لها بحكم الامتداد اليهودي بينهما و العلاقلات الجيوبولوتيكية المتينة بين تل ابيب و موسكو , و التنسيق الدائم حول ملفات المنطقة , الا ان اسرائيل عملت من خلال صحيفة ” يسرائيل هيوم” و قصدت تشويه صورة روسيا , و خدش صورة الرئيس بوتين وسط العرب عبر بث خبر مفاده بأنه ابان فترة حكم باراك اوباما لامريكا اجهض مشروعا لقيام دولة فلسطين عبر الفيتو وسط مجلس الامن . وهو الامر الذي يستحيل تصديقه ,و نحسبه على موجة الفوبيا الروسية في منطقة الشرق الاوسط و في العالم . وخبر اخر اورده موقع العربي الجديد بتاريخ 14 حزيران 2020 تضمن تحريك نتنياهو لرئيس الموساد لديه يوسي كوهين للقيام بجولة جس نبض لعدد من الدول العربية قبل شروع اسرائيل بضم غور الاردن . وهنا السؤال الذي يطرح نفسه هو اين نتنياهو السياسي من حواره مع الدول المعنية بقرار الضم مباشرة ؟ و اين هو دور وزير خارجيته يسرائيل كاتس في تفسير مشروع اسرائيل الجديد التوسعي الاحتلالي التدريجي في زمن السلام و معاهدات السلام مع العرب ؟ ولماذا تقدم اسرائيل الرصد الامني على السياسة ؟ و لماذا هو التوسع اسرائيليا في التشاور وسط العرب وهي تعرف النتيجة و ردود الفعل مسبقا ؟ اما ان اوان اسرائيل ان تلتزم بحدود كيانها الاحتلالي او تحزم حقائبها و ترحل من المنطقة كما دعاها الى ذلك الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين في خمسينيات القرن الماضي صوب اقليم القرم الكريم ؟! وفي المقابل لقد اتضح بأن المراهنة على الدور الامريكي الرسمي في الشأن الفلسطيني خاسر , و بأن مراهنة روسيا على الرباعية الدولية و الجامعة العربية سرابية بسبب قرب الرباعية من اسرائيل اكثر من قربها من العرب , و لعدم تحمس العرب عبر جامعتهم لتشكيل وقفة واحدة خلف فلسطينهم وقدسهم . و بالمناسبة الجامعة العربية تشكلت قبل الامم المتحدة بفترة زمنية من عام 1945 , فما هي النتيجة حتى وقتنا المعاصر بشأن قضايا العرب المصيرية و التي في مقدمتها فلسطين وقضيتها العادلة ؟. و الصهيونية بطبيعة الحال مسيطرة على الامم المتحدة , وعلى مجلس الامن, و على المحكمة الدولية , و القرارات الصادرة عنهم . ولا مخرج لقضية فلسطين من غير توحد العرب حولها اولا و حقيقة , ومن ثم توسيع شبكة العلاقات الدولية المساندة لها وفقا لقررات الشرعية الدولية . وفي نهاية المطاف الحرب ليست افضل الحلول , و لا توجد حرب لا تنتهي بسلام الند للند , و تماما كما قال مارك تولي تسيتسيرون قبل التاريخ بأن سلاما ضعيفا خير من حرب مدمرة , وهكذا هو حالنا نحن العرب مع اسرائيل التي فرضتها عصبة الامم المتحدة على منطقتنا رغم رفض العرب لها حتى عبر قرار تقسيم فلسطين عام 1947 حتى فرضت نفسها علينا مجددا بقوة السلاح عام 1948 ,و توسعت عام 1967 , ولازالت تتوسع حتى في زمن السلام و معاهدات السلام . فمن يقرع الجرس للجم اسرائيل و لاعادتها الى حدودها قسرا او عبر السياسة ؟ رغم قناعتنا بأن فلسطين كلها تاريخيا و حتى الان عربية كنعانية خالصة, وماكان مرور اليهود في تاريخ منطقتنا الا عابرا لزمن لا يتجاوز الثمانين عاما , وكذلك الامر بالنسبة لكل شبر عربي محتل في الجولان – الهضبة السورية العربية , ومزارع و تلال شبعا . وحسب وجهة نظري يوجد مبرر قوي , وحاجة وطنية اردنية فلسطينية مشتركة لجعل غور الاردن غور الاردن وشمال البحر الميت تحت نيران الجيش العربي الاردني و السلطة الفلسطينية في تضامنها , ولنا من الكرامة عبرة وطنية وهدف مصيري . و لا يجوز السماح لاسرائيل الاقتراب من الحدود, الخط الاحمر . ولا بخلط الهوية الاردنية بالفلسطينية , ولا بتصدير ما يسمى بالوطن البديل سيء الذكر . دعونا نتأمل !!!