احمد سعد العنانزه
فضفضات حد الألم
ولـا زالت تعصف بذاكرتي ، تسكن فيها وتغنّي … أتخيّلها تنثر ليل جدائلها ، تلتفت وتسأل عنّي … تهمس للّيل بإسمي ، تطرد خيوط اليأس إن تشابكت بسوء ظنّي … تبحث عنّي ، تناديني من بين غياهب الظّلّ البعيد ، وتشعر بالتّمنّي … تضع يدها اليسرى على جنبات الأزقّة ، متعرّجة نزولاً ، تتشبّث بلحظات ماضٍ حين كانت تخطو مبتعدة عنّي … واللّيل يلفظ أنفاسه الأخيرة ، ينبلج بعتمته المقهورة ، تغمره مساحات النّور المتدنّي … ألا أيّها اللّيل الطّويل ، إنّي أراوح مكاني ، لم أرى ما وعدتني به ، فإليكَ عنّي … لجأت إليك آلاف المرّات ، أغويتني بالأمل مع كلّ غروب منّي … ولا أجد نفسي إلاّ وهي تصارع الإنتظار الملعون المتجنّي … حتّى طيفها الّذي أستحضره في جوانحي ، مسامعي ، مدامعي وظنّي … يتفلّت متلاشياً ، ينساب مع سراديب عتمتك إلى قيعانها المتدنّي …