عيسى محارب العجارمة
على خلفية اعتقال الفتاة عهد التميمي اكتب هذه المقالة، في خضم قيام المحكمة الصهيونية ، بتمديد فترة اعتقال الفتاة الماجدة ، واتذكر موقفا للشهيد صدام حسين المجيد ، حيث لفق له المدعي العام منقذ فرعون ، جملة من الشهود الكذبة ، بينهم امرأة كاذبة ، تدعي زورا انها تعرضت للاغتصاب بمعتقلات صدام .
فما كان من الرئيس الشهيد البطل الا ان انتفض كالأسد – كانتفاضة سمو الامير الهاشمي علي بن الحسين بتغريده لنتنياهو النتن لاعتقاله الفتاة التميمي – وذلك لمكانة المرأة العربية لدى العرب والمسلمين عموما، حيث هدد الرئيس صدام المدعي العام بالاقتصاص منه لهذه الكذبة اللعينة ، وقال له لفق لي ما شئت من تهم كاذبة ، اما ان يصل الحد بك ان تقول بان امرأة عراقية اغتصبت بعهد صدام ، فهذا ما يليق بشرفي كرئيس للعراق ، وبالفعل فقد تم اغتيال شقيق المدعي العام بعد ثلاثة ايام جزاء وفاقا لما فعل .
أذكر وخلال خدمة الشرف بالجيش العربي الاردني ، حينما كنت مديرا لقلم القضاء العسكري عام 2002 ، وبخواتيم خدمتي العسكرية انني كنت قد كتبت رواية بحجم 100 صفحة من القطع المتوسط ، بعنوان كدر بعينيها تحكي قصة جندي اردني من اصل خليلي ، خدم خدمة العلم بالجيش العربي الاردني الهاشمي لمدة سنتين بنهاية الثمانينات ، كسائق لسيارة شحن ( كونتيننتال ) لجلب الارزاق لكتيبته ، والتي تقع الاغوار الوسطى قرب البحر الميت على نهر الاردن الخالد ، قبالة فلسطين التاريخية المسلمة العربية من النهر للبحر .
وكان من نافلة هذه الرواية وشخصياتها الافتراضية ان له ابنة عم في الخليل فك الله اسرها وحين وصولها لجسر الملك الحسين برفقة عائلتها لزيارة اسرية لهذا المكلف واهله بحي رأس العين بعمان وكان في اجازة من معسكره شاهد في عيني ابنة عمه وخطيبته المفترضة كدرا نتيجة مشاهدتها لجنود الاحتلال او – ما يسمى بجيش الدفاع الاسرائيلي حسبما يحلو لراديو مكان وهي التسمية الجديدة لصوت اسرائيل – وهو ما حرك بقلبه مشاعر الغضب والثأر الجلي على طريقة المعتصم .
وللرواية بقية ان كان في العمر بقية سأقوم بنشرها حالما تسمح الظروف بذاك الخطب الادبي الجلل الذي اصابني ، حينما وافق لي الفريق القاضي العسكري مأمون باشا الخصاونة بنشرها ، بعد أرسالها لمديرية التوجيه المعنوي لتمحيصها ادبيا ولغويا وان كانت صالحة للنشر ام لا ، وتمت الاستجابة سريعا من عطوفة مديرها حين ذاك عدنان باشا عبيدات وطباعتها على نفقة المطابع العسكرية .
الا ان احد الجلاوزة في احدى الجهات الامنية – وبتصرف فردي وضيع منه – قام بوأد تلك الرواية بمهدها ويعلم الله لدى مقابلتي له مدى ضحالته الفكرية وهشاشته الادبية وما منعه من نشرها الا غائلة الغيرة والحقد والحسد ان يقوم ضابط صف برتبة وكيل اول بكتابة ذاك السفر الادبي الرائع عن بسالة الجيش العربي الاردني وتضحياته بمعركة الكرامة وغيرها من ضروب الدفاع عن فلسطين الارض والعرض.
ولا زالت تلك الواقعة تضرب بأوجاعها النفسية والادبية تجاهي بل وتعدى الامر انها وقفت عائقا امام تجنيد بعض فلدات كبدي ضباطا بالجيش الذي احببت ولا زلت ولا يذكرني ذاك المسخ البشع ، الا بشخصية ضباط نظام الاسد كالمقدم رؤوف – كما اذكر – والذي جسد شخصيته الفنان السوري المبدع عابد فهد بمسلسل الولادة من الخاصرة ، ولكن حبا بالله والملك والجيش العربي اترفع عن ذكر حيثيات تلك المجزرة الادبية بحق روايتي الضائعة كدر في عينيها .
رواية لم تكتمل ذهنيا بنظري الا مع اعتقال شخص بطلتها وايقونتها الحقيقية ، التي اكملت لي الحلقة المفقودة منها الا وهي الاسيرة البطلة عهد التميمي فك الله اسرها، فهي واسطة العقد والشخصية الرئيسية لروايتي تلك التي كتبتها ، ولم انشرها للظروف التي اوضحتها سابقا وهي ظروف مهدت لقيامة الربيع العربي بحاله لجيل لابل لأجيال من الامة لحق بها غبن جلاوزة اغبياء من بني جلدتنا ، لا يقلوا خطرا على الامة عن عتاة مجرمي جيش الدفاع الصهيوني ،.
ووعدا بالتحرير لعهد من الاسر وللعقول من الحجر والوصاية لمن لا يملكها ادبيا ومعرفيا ، تماما كترمب الذى اعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، فأنا وأياك يا بنيتي عهد لا زلنا على الوعد بفلسطين حرة ، وامة تقرأ اكثر مما تأكل وتتغوط ، فحينها نتلو سورة الانفال وتحفنا بشارة النصر يا عروس فلسطين الغالية ، ومن ضفيرتك الذهبية سنغزل خيوط الحرية والنصر ، ويزول الكدر من عينيك يا اجمل بنات العروبة قاطبة .