د. حسن المومني
منذ ان تفجرت هذه الحالة الوبائية ظهرت الكثير من الادبيات والتحليلات التي تسعى الى استقصاء وتحليل هذا الوباء من حيث تأثيراته الصحية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية على المجتمعات والدول بالاضافة الى التأثيرات المتوقعة على العلاقات الدولية وخاصة التنافس القائم مابين الدول الغربية وبالذات امريكا والاقتصاديات الصاعدة خاصة الصين.
وهنا في الأردن لنا النصيب الكبير من التحليلات والتي منها ماهو جدير بالاهتمام او تحليلات ناتجة عن هلوسات اجتماعية سياسية حيث ان معظم هذه التحليلات اتسمت بالنقد بطريقة تعاطي القيادات والنخب السياسية التي تدير العالم ومنها طبعا النخب المشاركة في صناعة القرار التي تدير المشهد العام في الأردن.
إن المتتبع لما ينشر وما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي والوسائل الاعلامية الأخرى يمكنه ملاحظة ازدحام وكثافة التحليلات
المتعارف عليه ان المناقشات والتحليلات ظاهرة صحية في الفضاء العام لكن المبالغة في النقد المدفوع بحالة انطباعية لامنطقية يؤدي احيانا الى تعقد المشهد العام والضبابية وعدم الإنصاف لما يقوم به صانع القرار من جهود لإدارة عدة الازمة بكل تعقيداتها فالفرق واضح بين ان تكون محلل وصانع قرار فصانع القرار عليه ان يستجيب فورا للتحدي او الازمة المفاجئة ضمن ظروف وضوابط مفروضة عليه قد تحد من قدرته وحريته في صنع القرار بينما المحلل يمتلك ترف الوقت واختيار القضية التي يود تحليلها ويصل الى نتيجة معينة دون ضغوطات او تأثيرات قد تحد من قدرته على التحايل وبالتالي لايوجد هنالك مخاطر يخشاها حتى وان كانت النتائج مشكوك فيها او اخطاء لكن صانع القرار فإن خياراته واجتهاداته محدودة وقد تؤدي الى نتائج غير مرغوب بها وبالتالي يتم الحكم عليها انها اخطاء لاتغتفر من قبل الناس والمحللين في وقتها الآتي التي قد تثبت صحتها لاحقا لذلك صانع القرار يتم الحكم عليه من قبل التاريخ فيما بعد بينما المحلل يتم الحكم عليه من ناحية قوته الفكرية.
وهنا لا ندافع عن صحة كل قرار في عملية صنع القرار المتعلقة بإدارة هذه الحالة الوبائية وبالذات على الصعيد المحلي وإنما من مبدأ ضروري ان يكون هناك فهم عقلاني ومنطقي للأدوار التي يلعبها كلا من المحلل وصانع القرار فمن السهولة ان تكون محللا لكن من الصعوبة ان تكون صانعا للقرار ذات رؤيا تمتلك تأثيرا مثاليا من الناس وبإعتقادي حتى تكون صانع قرار جيد يجب ان تكون ملما وعالي الاطلاع وصاحب قدرة على التحليل مرتبطة بحس سياسي عالي مقرونا بالقدرة على الحسم بعيدا عن التردد لذلك رفقا بمن يدير مشهدنا العام لأن الاولوية هي التعاطي المجدي مع الحاضر في سياق تشاركي من اجل احتواء عدة الحالة الوبائية بأقل الأضرار حيث ان ادارة الحاضر تحدد قدرتنا على التعاطي مع تداعيات عدة الحالة بكل تأثيراتها في المستقبل.