مصطفى الشبول
تروي لنا الحجة وضحه أم فلاح (بعد أن وصل بها العمر إلى مشارف الثمانينات) قصة جميلة وسر من الأسرار الذي لا يعلمه ولا يعرف عنه الرجال ولم يسمعوا به سابقاً ، رغم أنهم أحد ضحاياه … فتقول : نحن معشر النساء نختلف كثيراً عن الرجال في المناسبات ، فمناسبات الرجال خفيفة الظل ولا يوجد فيها تكاليف زائدة ، فعندما يأتي أحد الرجال من الحج أو العمرة مثلاً، يقوم رجال الحي بزيارته لمدة ربع ساعة دون أن يبعثوا الهدايا فقط يباركون له العمرة ويدعو الله له بقبولها وعلى حبة تمر وكأس ماء زمزم ( احتمال كبير انه الماء عادية مش زمزم) وإذا زاد زودها بطلع بمسبحة أو سواك ، حتى زيارات التهنئة الرسمية مثل نقوط العريس أو زيارة مريض أو… أو.. تكون خفيفة وعلى الطاير ولا بهمهم يشوفوا غرفة النوم والحمامات والمطبخ والأثاث …
أما النساء فكل حركة فيها مناسبة وفيها زيارة وفيها تكلفة ،حتى ربط وقص المعدة أصبحت مناسبة، وأما السر الذي لا يعرفه الرجال هو لعبة المحارم الملفوفة ، فعندما يكون مناسبة معينة عند فلانة مثل زواج أو ولادة أو نجاح توجيهي أو تخرج …. فتكون طريقة النقوط مختلفة ( طبعاً هذا الحكي كله عن الحجة وضحه ) فإذا كان النقوط محرز من خمس دنانير فما فوق ، تُقدم مكشوفة وتعطى لصاحبة المناسبة ، و إذا كان النقوط أقل من ذلك فتلف بمحرمة بيضاء وترمى مع باقي المحارم ، أما اللعبة التي تُلعب بالمحارم الملفوفة ( على ذمة الحجة وضحه) وخاصة عندما تكون المرأة الزائرة على باب الله ووضعهم المادي على قد حالهم فيكون معها أكثر من محرمة ملفوفة ،وفيها من دينار إلى ثلاثة دنانير ، فعندما يكون العدد في الديوان محدود وقت النقوط ترمي المحرمة أم الثلاث دنانير لأنها تكون معروفة ، وإذا كان الجمع كبير وعدد النساء يزداد وعلبة الحلوى امتلأت بالمحارم ترمي محرمة أم الدينار أو الدينارين لأنها بتضييع بين المحارم…
فعندما ترى في مناسبات النساء وديوان التهنئة إحدى النساء تُكثر من حركتها، أعلم وكن على يقين تام بأنها تلعب لعبة المحارم …
من هنا نقول : يجب الاختصار بعض الشيء من كثرة المناسبات والإفراط فيها كون الرجل بات يخصص ثلث راتبه لتلك المناسبات ، أو عمل اتفاق بين النساء بجعل معظم الزيارات زيارات محبة وود دون أي تكلفة أو إحراج، ومنها بتخلص من لعبة المحارم الملفوفة….